• الخميس. أغسطس 21st, 2025

أكبر مقبرة جماعية في العراق

أغسطس 19, 2025 #العراق

بدأت، في هذا الشهر، عمليات التنقيب في أكبر مقبرة جماعية في العراق والتي تضمنت استخراج رفات الضحايا الذين كانوا هدفاً لوحشية التنظيم المجرم خلال سيطرته على محافظة نينوى.

مقبرة جماعية
صورة | مقبرة جماعية | upload.wikimedia.org

لا توجد أعداد محددة لعدد الضحايا لكن التقديرات الرسمية ترجح وجود أعداد كبيرة تجاوزت أربعة ألف ضحية من جميع القوميات والطوائف ومنتسبي الجيش العراقي. بالتعاون مع الحكومة المركزية، تعمل السلطات المحلية على إنشاء نصب تذكاري لتخليد شهداء هذه المقبرة التي تعد من أكبر المقابر الجماعية في العراق مع الاستمرار في الجهود الرامية لتحقيق العدالة لذوي الضحايا ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.

تنقيب

بدأ فصل جديد، في يوم 17 آب / أغسطس، من تاريخ العراق الحديث، حيث انطلقت عمليات استخراج رفات من مقبرة الخسفة الجماعية التي يقدّر أنها تضمّ آلافاً من ضحايا التنظيم الإرهابي في شمال العراق(20 كيلومتراً جنوب الموصل). حسب بيان صدر عن دائرة المقابر الجماعية في العراق:”هذه المقبرة تُعد أكبر مقبرة جماعية في العراق، وتضم رفات الضحايا الذين قُتلوا على يد مسلحي التنظيم الإرهابي، كما تعد الشاهد الأكثر مأساوية على جرائم التنظيم، وأحد أبرز مواقع الإبادة الجماعية”. طبقا للبيان، سيتم رفع الرفات التي سيتم العثور عليها وتسليمها إلى دائرة الطب العدلي؛ لإجراء الفحوص اللازمة، وإتمام إجراءات مطابقة للحمض النووي مع ذوي الضحايا. حسب مصدر رسمي، هنالك فريق متخصص سيتولى أعمال البحث والتنقيب عن الرفات وبعدها سيتم الإعلان الرسمي عن عدد الضحايا. إضافة إلى ذلك، تعرف هذه المقبرة بأنها حفرة عميقة استخدمها التنظيم الإرهابي لإلقاء ضحاياه بعد إعدامهم خلال فترة سيطرته على المحافظة. في سياق متصل، صرح عبد القادر الدخيل، محافظ نينوى، أن الإرهاب تفنن في إعدام أبناء المحافظة، حيث بلغ عدد الشهداء نحو 20 ألف شخصاً من مختلف القوميات والأديان.

صورة | مقبرة جماعية | upload.wikimedia.org

نصب تذكاري

حسب مصدر مطلع، أن عملية فتح المقبرة لا تمثل مجرد تنقيب عن عظام، بل هي خطوة حاسمة نحو كشف الحقيقة، وإعادة الاعتبار لضحايا العنف الممنهج، ومنح ذويهم فرصة للتعرف على أحبائهم بعد سنوات من المصير المجهول. صرح أحمد الأسدي، رئيس فرق التنقيب في المقابر الجماعية، إن المرحلة الأولى التي انطلقت في العاشر من آب / أغسطس تتضمن رفع الأدلة وبقايا العظام. أوضح الأسدي أنه، حتى الآن، لا يوجد عدد محدد للضحايا في هذه المقبرة، لكن السلطات قدّرت سابقاً بأنه يتراوح بين أربعة آلاف و15 ألفاً. أضاف الأسدي أن هذه الحفرة تحتوي على ضحايا من جميع القوميات والطوائف بينهم عناصر من الجيش وضحايا من الأيزيديين وسكان الموصل، الذين تمّت تصفيتهم جميعاً من قبل عناصر التنظيم الإجرامي. تُعد الخسفة واحدة من أفظع المآسي التي خلفها التنظيم، وتجسد وحشيته في إخفاء جرائمه بحق الآلاف من المدنيين والعسكريين على حد سواء، وهي أكبر مقبرة جماعية في العراق، طبقاً لتقرير الأمم المتحدة الذي صدر في 2018. من الجدير بالذكر، الخسفة حفرة طبيعية بعمق 150 متراً وقطر يبلغ 110متراً، وقد شهدت واحدة من أفظع الجرائم في عام 2016 حين أعدم عناصر التنظيم الإرهابي في يوم واحد 280 شخصاً، حسب الوثائق العراقية الرسمية. وأكد الدخيل أن الحكومة المحلية تعمل على إنشاء نصب تذكاري في موقع المقبرة لتخليد ذكرى شهداء الخسفة، مشيراً إلى أن هذا العمل يهدف إلى توثيق حجم المجزرة المروعة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي. بهذه الأدلة القوية التي تقدمها المقابر الجماعية ومن ضمنها هذه المقبرة، تمضي السلطات العراقية قدماً في محاكمة عناصر التنظيم الإرهابي، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وأن العدالة هي السبيل الوحيد لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب كما أن السلطات العراقية تقدم رسالة واضحة بأن العدالة لا تعرف النسيان، وأن ذكرى الضحايا ستبقى حيةً حتى يتم تقديم الذين شاركوا في هذه الجرائم إلى المحاسبة.

صورة | مقبرة جماعية | upload.wikimedia.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *