خلال فترة حكم نظام الأسد المجرم عمل الحرس الثوري الايراني والميليشيات الموالية له واللتي تتظمن فصائل عراقية على إنشاء العديد من مصانع الكبتاغون في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، بالإضافة الى عدة انواع أخرى من المخدرات كمادة الكريستال الإيراني والتي كانوا ينقلوها من إيران إلى العراق وسوريا ثم تهرب الى عدة دول مجاورة كالأردن والسعودية ولبنان واليمن.

وشكلت تجارة المخدرات طيلة هذه السنوات مصدر دخل ثابت، يدر الأموال لقادة الحرس الثوري والميليشيات، حيث كانت تنفق على تمويل الأعمال العسكرية التي تهدف الى زعزعة أمن وإستقرار المنطقة، ويصرف بعضها الآخر على تجنيد المقاتلين الذين تزج بهم تلك الميليشيات في الخطوط الأمامية والمناطق الخطرة، كما يستفيد قادة الميليشيات والفصائل المسلحة من عائدات المخدرات التي يصرف قسم كبير منها على حياتهم الشخصية.

بدأت الجهات المعنية في سوريا بعد سقوط النظام وخروج الميليشيات بعمليات تنظيف سوريا من المخدرات، فقد تم الكشف عن عدة مصانع للكبتاغون في أجزاء متفرقة من سوريا وتم إغلاقها بالكامل، فيما تستمر عمليات البحث عن أي مصانع أخرى. وبعد أن حولت الميليشيات الموالية للنظام الإيراني سوريا الى بؤرة لتصنيع المخدرات وتخزينها وتهريبها، شهدت عمليات التهريب إنخفاضا ملحوظا لأول مرة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن في سوريا والعراق، وتم إحباط الكثير من محاولات التهريب من قبل حرس الحدود في الأردن والعراق.

بعد السيطرة الميدانية وتفكيك وإغلاق معظم مصانع الكبتاغون التي أنشئها النظام الإيراني كجزء من خطته المجنونة واللتي تهدف إلى إغراق البلدان العربية بالمخدرات، يتم التركيز الآن في سوريا على إيجاد جميع المخازن والمستودعات حيث تخبأ المخدرات التي تهرب بين الحين والآخر. أما في الجانب العراقي فما زال معبر القائم الحدودي تحت سيطرة الفصائل الموالية للنظام الإيراني، ولم تنتهي محاولات عمليات التهريب بشكل كامل ولكنها شهدت إنخفاظا ملحوظا مشابها للذي حدث في الجانب السوري.

ومن أجل بلد خال تماما من المخدرات وتأثيرها السلبي على شبابنا ومجتماعتنا يجب أن يتحد الجميع وأن تتظافر الجهود لإغلاق جميع المعابر الغير شرعية، لا سيما تلك التي تربط العراق بسوريا، وأن تدرك الجهات التي كان ومازال بعضها ينفذ أجندة إيران بأن مصحلة البلد وأبناء الشعب فوق وقبل أي مصلحة أخرى، وأن نظافة العراق وسوريا من المخدرات والممنوعات الأخرى سيصب في مصلحة الجميع.