بعد إنقلابها على شرعية اليمن وإحتلال العاصمة صنعاء عام 2014، أعادت جماعة الحوثي المقربة من طهران رسم خارطة البلاد، وأسست للبقاء في السلطة وحكم اليمن بيد من حديد.

لم تتأخر الجماعة كثيرا في اجتياح المحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى حتى وصلت الجنوب اليمني، ثم فرضت سيطرتها واستخدمت سياسة الترهيب والتنكيل بكل من لم يقبل بحكمها أو يجهر بمعارضتها ومعارضة سياساتها الجائرة. ثم بدأت معاناة اليمنيين الذين يسكنون في مناطق سيطرة الجماعة وبدأ عهد جديد في البلاد قائم على الطائفية والتفرقة والتخلف والقمع.
لم يسلم أحد من أذى الحوثيين، فمن لم يجبر على دفع الأموال للجماعة لكي تستخدمها لتمويل حروبها ضد أبناء اليمن والدول العربية المجاورة خدمة لصالح المشروع الإيراني في المنطقة، وجد نفسه وأبناءه مجبرين على القتال في صفوف الميليشيا، ومن امتنع عن الأمرين تم إعدامه ميدانيا وبدون حتى محاكمة، أو تم تغييبه في السجون بعد أن خسر ماله وأهله وفي كثير من الحالات حتى بيته الذي إما صودر أو فجر. ودخل اليمن عهد المآسي والمعاناة الإنسانية، فيما ينعم قادة الجماعة برغد العيش ويتمتعون بحياة الرفاهية بعيدا عن الحروب والفتن التي يشعلونها هنا وهناك.
أثر إنقلاب الحوثيين على اليمن على حياة الفرد اليمني بشكل سلبي ومباشر، حيث تعطلت حياة الناس هناك على كافة الأصعدة، وعانى الموظفون من مشاكل صرف رواتبهم وفقد الفلاحون أراضيهم وخسر صيادو الأسماك مصدر عيشهم بسبب أعمال الجماعة وأنشطتها العسكرية التي لم تستثني برا ولا بحرا. كما أضرت عملياتهم العسكرية بالإقتصاد اليمني والعالمي من خلال الأنشطة العدائية البحرية التي تنفذها الجماعة بتعليمات من النظام الإيراني ودعم مباشر من الحرس الثوري، والتي تستهدف بشكل مباشر خطوط الملاحة الدولية، الأمر الذي أضر بتجارة اليمن وزاد من تكاليف الشحن منها وإليها، وكالعادة الفرد اليمني هو من يدفع ثمن تصعيد الحوثي المستمر.
إقتداءًا بمن سبقها من الميليشيات والجماعات المسلحة، لم تتعظ جماعة الحوثي بما حصل لنظام بشار في سوريا وحزب الله في لبنان،واستمرت بالإعتماد على إيران كحليف لها، رغم بدء الأخيرة بالتنصل عن الجماعة وإلقاء اللوم على عاتقها بتصريحات لقادة الحرس الثوري، ولأكثرمن مرة شددوا فيها على أن الجماعة تنفذ هجماتها بنفسها ولا تتلقى أي دعم أو توجيهات من إيران. الآن وبعد أن تأكدت الجماعة من إقتراب نهايتها، هل ستستمر بتعنتها وتمضي بتنفيذ عملياتها العدائية والتي أصبحت المحافظات اليمنية بسببها أهدافا مشروعة؟ أم إنها ستساعد بتحقيق حلم اليمنيين من خلال الحل السلمي الذي يعيد اليمن إلى مكانته المعهودة؟