خلال الأيام القليلة الماضية، تحققت نجاحات على أكثر من مستوى وفي أكثر من موقع حيث تمت تصفية ثلاثة إرهابيين في الجبال الواقعة بين محافظتي كركوك وصلاح الدين.

في أفريقيا، نجح الجيش المالي في تصفية قيادي إرهابي كان متورطاً في مجازر في أكثر من بلد وبهجمات ضد الجيش وعناصر الأمن والمدنيين العزل. كما تم التنسيق بين القوات الأمنية العراقية والقوات المحلية السورية عبر عمليات استباقية تهدف إلى إفشال خطط الإرهابيين الرامية إلى إثارة الفوضى على الحدود بين البلدين وتهديد أمن المدنيين ومهاجمة السجون حيث يتم احتجاز قياديين وعناصر من التنظيم الإرهابي.
عملية نوعية
في أحدث عملية نوعية، نفذت القوات العراقية في يوم الأحد، 29 حزيران / يونيو، عملية تضمنت تسديد ضربة دقيقة استهدفت مجموعة من عناصر التنظيم الإرهابي على الحدود بين محافظتي كركوك وصلاح الدين. أعلن مصدر رسمي عن مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم المزعوم في عملية نوعية في جبال بلكانة بينهم قيادي بارز برتبة “أمير” وعنصر آخر برتبة “مسؤول عسكري” في منطقة سماها أعضاء التنظيم بـ “ولاية كركوك”. تمت هذه العملية في منطقة ذات طبيعة جغرافية وعرة تستدعي أساليب عسكرية مختلفة تلائم المنطقة وطبيعتها. حسب بيان رسمي عراقي:” تم تنفيذ العملية بعد أسابيع من الرصد الجوي والاستخباراتي حيث تم تتبع تحركات الإرهابيين داخل مخابئ متفرقة في سلسلة جبال بلكانة الواقعة على أطراف قضاء طوز خورماتو في شرق محافظة صلاح الدين”. أضاف البيان أن القتلى ينتمون إلى ما يعرف بـ ((الجيل الثالث)) من بقايا التنظيم الهاربين من قبضة العدالة. أكد البيان ذاته أن الإرهابيين الثلاثة من حملة الجنسية العراقية وكانوا يتولون مهاماً أمنية في أطراف سليمان بيك وطوز خورماتو، ويعملون على إعادة تنشيط خلايا التنظيم في المنطقة. أضاف البيان أن “هذه العملية تعتبر امتداداً للعملية الأمنية التي نفذتها القوات العراقية في وادي زغيتون بقضاء داقوق في جنوب كركوك والتي أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر التنظيم كانا ضمن خلية منفصلة تنسق مع المجموعة المستهدفة في جبال بلكانة”. شدد المصدر الرسمي على أن “نجاح هذه العملية يمثل ضربة مهمة للجهد اللوجستي والأمني للتنظيم”.
نجاحات وتحديات
وصلت معلومات استخباراتية للقوات الأمنية العراقية والقوات المحلية السورية تشير إلى أن التنظيم الإرهابي يخطط لشن هجمات على السجون السورية القريبة من الحدود العراقية التي يقبع بها قادة وأعضاء التنظيم والتي تشكل تحديات حقيقية لتلك القوات وقدراتها على مواجهة الإرهاب. تم التنسيق بين القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي من أجل تنفيذ إجراءات استباقية تهدف إلى إفشال خطط الإرهابيين ومنع أي تحرك ممكن لهم على الشريط الحدودي. في الوقت ذاته هنالك تبادل معلوماتي وتنسيق بين القوات العراقية والقوات المحلية السورية والذي يصب في الهدف المشترك: إفشال خطط الإرهابيين. تتواصل حالياً عملية تعزيز للقوات العراقية على الشريط الحدودي قبيل بدء الحملة الأمنية التي تهدف إلى صيانة الأمن والحفاظ على أرواح المدنيين وإفشال المخططات الإرهابية. إضافة للنجاحات المتواصلة على صعيد مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق، حقق الجيش المالي نجاحاً جديداً، يوم السبت الماضي، حيث أعلن عن مقتل عماد الدين بركات(المعروف باسم أبو الدحداح) وهو جزائري وقيادي في التنظيم الإرهابي ومتخصص في صناعة العبوات الناسفة. حسب بيان الجيش المالي، تمت تصفية هذا القيادي في غرب البلاد وهو متورط بهجوم في النيجر ومجازر حدثت في منطقتي ميناكا وغاو في مالي في سنة 2022. لعب أبو الدحداح دوراً قيادياً في عمليات التنظيم الإرهابي التي نفذها في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو حيث تم ارتكاب جرائم بشعة ضد المدنيين العزل والجيش وموظفي الخدمة المدنية.