انخفضت أسهم كبار التكنولوجيا في وول ستريت، بالربع الثاني من العام الحالي، بمعدلات لم تشهدها منذ أعوام ، مع تحول البنوك المركزية إلى تسريع وتيرة رفع الفائدة لضبط التضخم.
ثير سياسة تشديد السياسة النقدية مخاوف من دفع الاقتصاد العالمي نحو الركود، كما أن تلك السياسة ترفع تكاليف التمويل، وتحد من السيولة المتاحة للاستثمار في الأسواق المالية.
كانت شركات التكنولوجيا الكبيرة شهدت تراجعات في قيمتها السوقية خلال الربع الأول من العام الجاري، مع اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية، وزاد الأمر سوءاً في الربع الثاني مع تحول مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لرفع الفائدة عدة مرات، وسط توقعات بالمزيد من رفع الفائدة في الشهور المقبلة.
وتأتي تراجعات أسهم التكنولوجيا في ظل انخفاضات واسعة النطاق على مستوى مؤشرات البورصة الأميركية، إذ أن مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” هبط بنسبة 21 بالمئة في أول ستة أشهر من العام، وهو أسواء أداء له منذ عام 1970، كما أن مؤشر “ناسداك المركب” انخفض بنسبة 22 بالمئة منذ بداية العام.
سجلت أسهم شركة “تسلا” الأميركية لصناعة السيارات أكبر انخفاض فصلي لها منذ طرحها العام الأولي في عام 2010، حيث انخفض السهم بنسبة 38 بالمئة تقريباً.
وخلال الربع المالي الماضي قدم الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” عرضاً للاستحواذ على شركة التواصل الاجتماعي “تويتر” مقابل 44 مليار دولار.
أما سهم “أمازون” فقد انخفض في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 35 بالمئة تقريباً، وهو أكبر انخفاض منذ الربع الثالث في عام 2011.
وكانت “أمازون” حققت أرباحاً أقل من تقديرات المحللين في الربع الأول من العام الجاري، مع تباطؤ الإيرادات ما أثر على أداء سهم الشركة.
“ألفابت”، الشركة الأم لـ”غوغل”، انخفضت قيمتها السوقية أيضا في الربع الثاني بنحو 22 بالمئة، وهو أسوأ معدل لها منذ الربع الأخير في عام 2008. كانت “مايكروسوفت” أيضاً ضمن ركب الخاسرين في الربع الثاني، وانخفضت أسهمها بنحو 17 بالمئة، وهو أكبر تراجع منذ الربع الثاني من عام 2010.
وانخفض سهم “أبل” بنحو 22 بالمئة في الربع الثاني في أسوأ أداء للسهم منذ الربع الأخير من عام 2018. أما “ميتا بلاتفورمز”، التي يبتعها منصات “فيسبوك” و”إنستغرام”، تراجعت أسهمها بأكثر من 27 بالمئة، لكن ذلك التراجع كان أفضل حالاً من الربع الأول الذي انخفضت فيه أسهمها بنحو 34 بالمئة، بعد أن أعلنت الشركة أن عدد مستخدميها النشطين انخفض بشكل ربع سنوي للمرة الأولى على الإطلاق.