لقد أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة بعدَ أن كانت هذه المهام في الماضي تتطلب تدخل البشر وكمثال بسيط على ذلك هو عملية التواصل الآلي مع الزبائن عبر الإنترنت أو لعب الشطرنج عبر الأنترنت. يُستخدم غالبًا هذا المصطلح بالتبادل مع مجالاته الفرعية، والتي تشمل التعلم الآلي (ML) والتعلم العميق. ومع ذلك، هناك اختلافات.. على سبيل المثال، يُركز التعلم الآلي على إنشاء أنظمة تتعلم أو تحسّن من أدائها استنادًا إلى البيانات التي تستهلكها. ومن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن كل سُبل التعلم الآلي ما هي إلّا ذكاء اصطناعي، فإنه ليس كل ذكاء اصطناعي يُعد تعلمًا آليًا.
في أواخر عام 2022، أطلق برنامج “تشات جي. بي. تي.” شرارة الذكاء الاصطناعي التوليدي ليجتاح يوميات الأشخاص وينتشر بين ليلة وضحاها في بقاع العالم, وبات مصطلح “تشات.جي.بي.تي” خفيف اللفظ وعلى كل لسان وفي كل مناسبة، حيثُ اخترق عقول الأجيال كافة، بين مؤيد متحفظ ، وآخر مخالف منتقد ، رحبت به الشركات، وقاضاه الأدباء والمفكرون والفنانون، وأقض مضجع الموظفين والخبراء والشركات والدول الكبرى.
واليوم وبعدَ مرور سنتين من أنطلاق اول نسخة للذكاء الأصطناعي, أصبحَ مسيطراً على كثير من الأسواق ، بما في ذلك سوق تطبيقات الأجهزة المحمولة ذات التنافس العالي. وتستخدم الشركات الضخمة والشركات الناشئة الصغيرة على حد سواء الذكاء الاصطناعي لإنشاء تجارب مستخدم مخصصة للغاية.
وفيما يخص مستقبل الذكاء الأصطناعي لا يعلم، حتى العلماء، حقيقة ماذا يحمل المستقبل بخصوصه، حيثُ من الصعب التنبؤ بشكل مطلق كيف سيكون عليه العالم في المستقبل القريب، لأن بضع سنوات ، كفيلة بأن يشهد هذا المجال تقدما هائلا، وغير محسوب يوازي سنين أو عقودا من الاكتشاف في ما يتعلق بالتقنيات الحالية التي نعهدها. كما أن جهوزية الشركات الكبيرة لاعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تكون اصبحت متقدمة جدا، بعد أن أمضت معظم الأعوام القليلة السابقة في مرحلة تجريبية لهذه التقنية. وقد ضخ أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية أكثر من 36 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2023 فقط، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2022.