هل تسبب طاقة الرياح عواقب وخيمة على البيئة؟ دراسات أظهرت أنه من الممكن حدوث تغير محلي في درجة حرارة التربة القريبة من مناطق توليد الطاقة المتجددة، مما قد يؤدي إلى انخفاض رطوبة التربة في تلك المناطق المحيطة. لكن هل يمكن أن تكون مصادر الطاقة المتجددة سببًا رئيسيًا في ظاهرة الجفاف على نطاق واسع؟
أهمية توربينات الرياح في خفض انبعاثات الكربون
تعد طاقة الرياح عنصرًا رئيسيًا في الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون ومكافحة التغير المناخي. لكن هناك الكثير من المعلومات المضللة والادعاءات الخاطئة المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول توربينات الرياح وتأثيرها على البيئة.
ادعاءات حول توربينات الرياح وتسببها في الجفاف
انتشرت ادعاءات تزعم أن دراسة صينية أكدت أن توربينات الرياح من شأنها أن تتسبب في المزيد من ظاهرة الجفاف.
حقيقة الدراسة الصينية حول توربينات الرياح
وتظهر الدراسة الصينية في الواقع أن رطوبة التربة انخفضت في بعض مزارع الرياح في الصين فقط، ولكن هذا لا يعني حدوث جفاف على نطاق واسع، كما لم يتم فحص أسباب انخفاض رطوبة التربة في تلك المناطق المحددة.
رأي الخبراء حول تأثير توربينات الرياح على الجفاف
ويقول خبراء لوكالة فرانس برس إن توربينات الرياح ليس لها تأثير واسع النطاق على ظاهرة جفاف البيئة أو المناخ العالمي بشكل عام.
ادعاءات أخرى حول توربينات الرياح وجفاف مناطق في ألمانيا
الادعاء المنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي بأن توربينات الرياح تسبب المزيد من الجفاف، يذهب إلى حد القول بأن أجزاء من ألمانيا أصبحت “منطقة جافة” بسبب هذه التوربينات، كما جاء في تقرير لـ “القناة الألمانية الأولى”. لكن الأدلة المقدمة في هذا الادعاء تبقى مجرد فرضيات غير مدعومة بحقائق علمية.
خبراء ينفون الارتباط بالجفاف وتغير المناخ
في الحقيقة، توضح الدراسات أن الادعاءات حول تسبب طاقة الرياح للجفاف لا أساس لها من الصحة. يقول بيرنهارد ستوفيساندت، رئيس قسم الأرصاد الجوية للديناميكة الهوائية وطاقة الرياح العددية في معهد فراونهوفر لأنظمة طاقة الرياح (IWES): “الأمر الخاطئ بالتأكيد هو أن نربط مصادر الطاقة المتجددة بظاهرة الاحتباس الحراري والمناخ على نطاق واسع”.
لا تسبب الجفاف الحقيقي
ويضيف العالم ستوفيساندت من معهد فراونهوفر: “هذه المصادر ليست مسؤولة عن حالات الجفاف الحقيقية أيضًا”. السبب وراء ذلك بسيط، حيث أن محطات الطاقة المتجددة ليست عالية بما فيه الكفاية للتأثير على طبقات الهواء التي تنشأ فيها السحب ويتشكل فيها هطول الأمطار.
رأي خبراء آخرين حول عدم الارتباط بالجفاف
هذا الرأي يؤيده أيضًا ماتياس مودر، رئيس قسم علم المناخ الحضري والبيئي في معهد كارلسروه للتكنولوجيا وأستاذ علوم الأرصاد الجوية في جامعة دريسدن التقنية. حيث يرى العالم مودر أنه لا توجد دراسات علمية تربط بين مصادر الطاقة المتجددة ونقص هطول الأمطار، ويعتبر ربط نقص الأمطار بهذه المصادر من السخافة للغاية.