حدثني صديق أنه سافر إلى مصر سائحاً مع اسرته، وفي أحدى الأيام، خرج مع أطفاله ، فأشار لسيارة أجرة بالوقوف. فاستغرب هذا الرجل للعبارة المكتوبة على الزجاج الخلفي: “ما في عوجة” . فسأل السائق عن معناها، فكان الرد، أن لهذه العبارة قصة تعود لأيام اغترابه. وباشر في الحديث أنه سافر للعمل في المملكة العربية السعودية، ولكن بعد وقت قصير من وصوله، فقد وظيفته بسبب عدم حصول الشركة التي استقدمته على عقد كانت تعتمد عليه لتمويل موظفيها. وزادت الأوضاع سوءاً في السكن حيث طلب منه زملاءه في السكن المغادرة إذ لم يكن قادرا على دفع الإيجار.
وبينما هو جالس على رصيف العمارة التي يسكن فيها وهو في حيرة من أمره والحزن والبؤس غالب على مظهره، مر عليه شابان من السودان كانا يسكنان في الشقة المجاورة وسألاه عن سبب محنته، فأخبرهما. فشد أحدهما علي يده مصراً أن يقيم معهم . فرد قائلاً أنه لا يستطيع دفع الإيجار بعد أن نفذ كل ما عنده من مال، وهو حالياً يبحث عن عمل. فكان الرد منهما: “مافي عوجة” فلم يفهم قصدهما، فسألهما مستفسراً عن معنى العبارة، فقالا أن االمعنى لا يهم، وأن ما عليه فقط احضار أغراضه والسكن معهما.
ومر شهر وهو يبحث عن العمل، حتى وفقه الله بوظيفةٍ مكّنته من دفع الإيجار وتوفير المال والعودة إلى بلاده حيث استطاع شراء سيارة حولها إلى سيارة أجرة يكسب بها عيشه. فعرف لاحقاً أن العبارة تعني “ما في مشكلة أو لن نختلف” ، فكانت لهذه العبارة السودانية وقع خاص علي نفسه، فكان أول عمل يقوم به بعد ترخيص سيارته هي كتابة “مافي عوجة” على الزجاج الخلفي.
شاركونا بقصص مماثلة أو عبارات غريبة مرت عليكم