• الجمعة. أكتوبر 18th, 2024

ملوية سامراء… قصة منارة إسلامية

مايو 17, 2023 #العراق
جامع الملوية بسامراء في صورة .

تاريخ النشر : 17 مايو 2023

تنفيذا لرغبة الخليفة العباسي المتوكل، اكتمل بناء المسجد الجامع في العاصمة الجديدة للدولة العباسية، سر من رأى (المعروفة بسامراء) في عام 851 ميلادي مع مئذنة عرفت بـ ” الملوية” التي، كما ورد في المعاجم العربية، جاءت من الفعل التوى الذي يعني التواء حبل أو أي شيء أخر حول محور ما.  تصميم هذه المئذنة فريد من نوعه ولم يكن معروفا وقتها وأدهش الناظرين بجماله وصار، عبر الزمن، من رموز الحضارة العباسية ومن المعالم التاريخية في بلاد وادي الرافدين.

صممها المعماري دليل بن يعقوب لتكون هيكلاً حلزونيا على ارتفاع 52 مترا على الجانب الغربي من المسجد الذي يحتوي على 399 سلمة بعرض مترين تتجه نحو الأعلى عكس عقارب الساعة وترتكز المئذنة على قاعدة مربعة (33مترا لكل ضلع) على ارتفاع ثلاثة أمتار. لم يتوقع بن يعقوب ولا الخليفة العباسي أن تأخذ المئذنة شهرة أكثر من المسجد الجامع الذي صمم ليتسع لأكبر عدد من المصلين في ذلك الوقت.  

احتفت الدولة العراقية الحديثة بهذا المعلم التاريخي في أكثر من مرة وعبر أكثر من مناسبة ففي ستينات القرن الماضي أصدرت دائرة البريد العراقية طابعا بريديا يحمل صورة الملوية وعادت لإصداره في السبعينات والثمانينات أيضا. وضع البنك المركزي العراقي صورة الملوية على أحد فئات العملة العراقية في سبعينات القرن الماضي ووضعت وزارة التربية العراقية قصة بناء المسجد في سامراء ومئذنته الشهيرة في مناهج التاريخ في الدراسة الأساسية كمحاولة لتعريف الطلبة العراقيين في سن مبكرة ببعض من تراثهم الثقافي الذي يشمل إنجازات العباسيين في بغداد وسامراء على حد سواء.

اتخذت جامعة سامراء (تأسست عام 2012 ميلادي) من الملوية رمزا لها عبر الشعار الذي يمثل الجامعة لما يمثل هذا الرمز التاريخي من دلالة مهمة لدى سكان المدينة وسبب من أسباب فخرهم بمدينتهم وإرثها الكبير. في عام 2008، اضافت اليونسكو مدينة سامراء (الملوية مع باقي المعالم التاريخية) إلى قائمة التراث العالمي التي تتضمن 851 مدينة تراثية حول العالم والذي يحمل المنظمة الدولية مع السلطات المحلية مسؤولية حماية الملوية والمدينة مسؤولية الحفاظ على الكنوز التاريخية وحمايتها من لصوص الأثار والتخريب الذي قد ينتج عن عوامل بيئية معينة.  

قبل مئذنة سامراء، كانت المآذن أما اسطوانية أو مربعة أو مستطيلة لكن هذه المئذنة الحلزونية في عاصمة العباسيين الثانية ألهمت المعماريين، لاحقا، في أكثر من مكان في العالم مثل برج مياه كيزومينامي (اليابان) و مركز عبد الله بن زيد المحمود الثقافي الإسلامي (قطر) و مئذنة مسجد ابن طولون في القاهرة (مصر) ومازالت هذه المئذنة تلهم المعماريين في العراق وفي أماكن أخرى لما تملك من جمال وبهاء يسر الناظرين لها ويجعلهم يقفون احتراما للكنوز التاريخية في سامراء وباقي مدن بلاد الرافدين. 

كلمات دالّة: جامع سامراء الكبير, الملوية, سامراء, اخبار العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *