لأكثر من أحد عشر عاما أقدمت ميليشيا الحوثي المقربة من إيران على كافة أنواع الجرائم والأعمال العدائية بحق أبناء الشعب اليمني، وخرقت جميع الاتفاقيات والهدن التي كانت تهدف لتهدئة الاوضاع الامنية واستعمال لغة الحوار بدلا من التصعيد أو الصراع العسكري.

وكانت الهدنة الأممية هي آخر ما توصلت اليه جميع الاطراف في اليمن وكان هدفها إنهاء الحرب في اليمن بشكل كامل، الا أن التدخلات الخارجية المتمثلة بالنظام الايراني لعبت دورا أساسيا ومحوريا في خرق الهدنة من قبل الحوثيين وإشعال الجبهات داخل وخارج اليمن لابقاء الصراعات مستمرة خدمة للمشروع الايراني الذي يعارض فكرة أمن واستقرار المنطقة.

بالاضافة الى افتعال الحروب داخل اليمن وشن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر واستهداف خطوط الملاحة الدولية لإلحاق أكبر الأضرار بالاقتصاد العالمي، الاعمال التعسفية والجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق افراد الشعب اليمني لا تعد ولا تحصى، فمازالت الجماعة تجند المواطنين وخاصة الاطفال وتستخدمهم كوقود لحروبها، وتداهم المنازل في جميع المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها وتعتقل الناس بحجة الخيانة، وتطارد كل من يعارض افكارها ونهجها المتطرف وتزج به في السجن، حتى امتلأت السجون باليمنيين الابرياء من مختلف الاعمار.

لم يتوقف الحوثيون عند إشعال فتيل الحروب وتنفيذ الهجمات الصاروخية في المنطقة تنفيذا لأوامر الحرس الثوري، الأمر الذي اضطر المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات حازمة لأعادة الامن والاستقرار لخطوط الملاحة الدولية، وهو الامر الذي حول اليمن الى ساحة حرب عالمية نتيجة لأعمال وأنشطة الحوثيين العدائية المستمرة. بل أقدم الحوثيين بعد كل هذا على تدمير الكثير من المعالم الثقافية والتاريخية التي تمثل الماضي المشرف لليمن وتعتبر جزءا مهما من حضارته العريقة، في محاولة عدائية جديدة تستهدف الهوية الوطنية اليمنية بشكل خاص. وبعد كل ما تقدم نعود الى السؤال القديم الجديد: ماذا يريد الحوثي بعد كل ما فعله باليمنيين، ومتى يغلب مصلحة اليمن على مصالح النظام الإيراني؟