تارة بصواريخ باليستية وتارة أخرى بطائرات مسيرة وغيرها من الأساليب العدائية، يعبث الحوثي بعشرات السفن العابرة لسواحل اليمن. حالة نشهدها منذ عدة أشهر يدعي فيها الحوثي على أن ذلك عملا نبيلا فيه مساندة للمظلومين، لكننا نعلم أن هناك الكثيرمن التداعيات السلبية جدا الناتجة عن هذه العمليات المتكررة هناك. فلنتوقف لوهلة لننظر كيف تتأثر البيئة عامة والبيئة اليمنية خاصة بعبثيات الحوثي.

لنأخذ على سبيل المثال السفينة “سونيون” و التي كانت محملة تقريبا بـ 150 ألف طن من النفط ولنفترض أن هذه الحمولات الكبيرة سُربت إلى المياه، فمن المتضرر؟ لنبدأ بالأسماك، فبعضها بالطبع سوف يُسمم وبذلك ينخفض حجم الثروات السمكية التي تستفيد منها البلد بصفة عامة وصيادو اليمن بصفة خاصة. فالحوثي بعمله هذا لا يقطع أرزاق الصيادين فحسب، بل قد يتسبب في إخراج هذه الشواطئ عن الخدمة سواء الخدمة السياحية أو الصناعية أو التجارية وطبعا اقتصاد اليمن المتهالك أصلا هو المتضرر الأكبرمن ذلك.

نذكر أنه في الآونة الأخيرة وبسبب استهداف الحوثي العشوائي للسفن انخفضت نسبة الورادات وارتفعت تكاليف الشحن إذ أصبح يكلف مابين 12 و14 ألفا بعد أن كان يكلف 4 ألف فحسب. ينعكس ذلك بالطبع على زيادات في أسعار المواد الغذائية في وقت العالم بأسره في غنى عن هذه الزيادات. فالإقتصاد اليمني والنظام البيئي والتجارة العالمية والملاحة البحرية كلها متعثرة بسبب قرارات غير صائبة اتخذها الحوثي.

وختاما لنسأل جماعة الحوثي سؤالا عن الأهداف الإيجابية التي حققتها باستهدافها اللامبرر لهذه السفن؟ وأي سلام أو أمن أهدته لليمن أو لدول الجوار بفعلها هذا؟ بالطبع لا أساس لإدعاءات الحوثي من الصحة. فها هو اليمن رغم ما تحتويه أرضه من الخيرات يقبع في حالات مزرية من الفقر والبؤس بسبب تسلط الحوثي.