بينما يواصل الجيش اللبناني جهوده لتأمين الحدود الشرقية مع سوريا، وإغلاق الممرات غير القانونية، وملاحقة المطلوبين لمنع تجدد الاشتباكات في المنطقة التي شهدت سابقاً عدة مواجهات، أعلن عن ضبط معمل لإنتاج حبوب الكبتاغون.

وأفاد الجيش في بيان صادر اليوم الإثنين، أن وحدة من مديرية المخابرات نفذت عملية دهم لمعمل لتصنيع الكبتاغون في منطقة حرف السماقة – الهرمل بالقرب من الحدود، وعملت على تفكيكه.
أضخم معمل للكبتاغون
وكشفت مصادر عسكرية لموقعي “العربية.نت والحدث.نت” أن هذا المعمل يُعد من أكبر معامل إنتاج الكبتاغون التي تم إبطال مفعولها في لبنان منذ بدء الحملة الأمنية للتصدي لهذه التجارة.
وأوضحت المصادر أن المعمل يتكون من ثلاثة طوابق ومخازن تحتوي على مئات الحاويات من المواد السائلة والمساحيق والأجهزة المستخدمة في تصنيع الكبتاغون، إضافة إلى ملايين الحبوب المخدرة.
وأشارت إلى أن المنطقة التي يقع فيها المعمل وعرة للغاية وتوجد في جرود الهرمل، مما جعل الوصول إليه تحدياً كبيراً. وأضافت أن معلومات وردت إلى الجيش حول تحركات مريبة بالقرب من منزل يملكه مواطن لبناني، وبعد الرصد والمتابعة تمت مداهمة الموقع واكتشاف المعمل الضخم.
التحقيقات جارية
وأكدت المصادر أن الجيش اللبناني باشر التحقيقات لتحديد هوية المتورطين وتوقيفهم، مشيرة إلى أن المنزل كان خالياً أثناء عملية الدهم.
ويعم الهدوء الحدود اللبنانية السورية بعد موجة التوتر الأمني التي شهدتها المنطقة مؤخراً، والتي استقرت في منطقة العريض قرب بلدة حوش السيد علي في أقصى شمال شرق قضاء الهرمل، نتيجة نزاعات متكررة بين شبكات تهريب لبنانية وسورية تتقاسم النفوذ والممرات الحدودية منذ عقود.
وقد أسهم التحرك السريع للجيش اللبناني وانتشار وحداته في القرى الحدودية في السيطرة على التوترات، تماشياً مع قرار رسمي صلب بإغلاق المعابر غير الشرعية ووضع حد لحالة الفوضى الحدودية.
وحدة أمنية قتالية
وفي هذا السياق، أفادت المصادر العسكرية أن وحدة أمنية قتالية جديدة، تضم عناصر من عدة ألوية في الجيش اللبناني، بما في ذلك اللواءين السادس والتاسع وأفواج برية، تنتشر من معبر جوسيه حتى جرود الهرمل، مروراً بمشاريع القاع وحوش السيد علي ومنطقة العريض وسهلات الميّ والقصر.
وجاءت هذه التطورات الميدانية بعد تفعيل قنوات التواصل العسكري والأمني بين الطرفين اللبناني والسوري، وسط أنباء عن اجتماع مرتقب هذا الشهر للجنة الأمنية المشتركة التي ترأسها المملكة العربية السعودية لمتابعة قضايا الحدود بين لبنان وسوريا.
يُذكر أن مجلس الوزراء اللبناني قرر تشكيل لجنة وزارية لوضع التوصيات اللازمة لضبط الحدود مع سوريا.
ولطالما شهدت الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا عمليات تهريب متنوعة تشمل البضائع والأفراد، رغم الإجراءات التي اتخذها لبنان مؤخرا