في إطار سلسلة الهجمات العدائية التي ينفذها الحوثيون منذ عام ويواصلون تنفيذها على أغلب السفن المارة بالمياه اليمنية،
استهدفوا الثلاثاء الماضي سفينة الشحن التركية “أناضول إس” التي ترفع العلم البنمي، وزعم الحوثيون أن السفينة لم تلتزم بالقواعد المفروضة على السفن المبحرة في اليمن، وأدانت وزارة الخارجية التركية هذا العمل العدائي على سفينتها وتعهدت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع تكرار الحادثة، وقلق تركيا هو قلق كل الدول التي تهتم بالملاحة البحرية الآمنة، والتي يستفيد منها الجميع دولاً وأفراداً، لكن يبدو أن الحوثيين لا يصدقون ذلك.
ورغم التهديدات المستمرة لم يظهر الحوثيون أي استعداد أو قدرة على فهم خطورة ما يفعلونه بهذه السفن، لأن هذا شأن الجميع، فنحن نتحدث عن بيئة مدمرة، ومخزون سمكي منقرض، وصيادين انقطعت سبل عيشهم، وأسعار سلع ترتفع، ويمن ينحدر اقتصاده إلى أدنى مستوياته، هذا هو اليمن الذي لا يستطيع أن يحلم بالسلام طالما أن الحوثيين يوجهون صواريخهم في كل اتجاه دون قياس أو دراسة لخلفية هذا الهجوم.
إن الرواية الحوثية تحاول إعطاء الانطباع بأن ما يفعله هو من أجل السلام، ولكن أي شخص ينظر إلى الوضع في اليمن الذي أدخل الحوثيون أنفسهم فيه يعرف جيداً أن أجندة الحوثي هي أجندة تابعة لنظام إيراني لا سلام فيه.