كلمات دالّة: الدولة الاسلامية في العراق والشام, داعش, جرائم داعش, حقيقة داعش, الايزيديات, مقابر جماعية, سنجار, دنيا ميخائيل, في سوق السبايا, جنود الخلافة, النساء الأزيديات
بعد أن شاهدت، عبر الإعلام، الفظائع التي ارتكبها عناصر داعش بحق الأزيديات، تركت الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل عائلتها في ميشيغان وسافرت إلى أربيل – العراق لتلتقي بالناجيات من الأزيديات وتبدأ تدوين شهادات الناجيات من النساء والناجين من الرجال لعدة أشهر ثم تعود إلى الولايات المتحدة لتنشر كتابا في عام2017 بعنوان: في سوق السبايا.
هو كتاب يتضمن حكايات عن نساء هربن من عناصر التنظيم وعن رجال تمكنوا من الخروج من مقابر جماعية أعدت لهم على عجل ويتضمن الكتاب أيضا حكايات عن أطفال أجبروا تحت عتمة الليل على مغادرة بيوتهم وقراهم إلى مصير مجهول خوفاً من بطش جنود الخلافة المزيفة.
تعرّفت دنيا ميخائيل بالمصادفة على شخص اسمه عبد الله الذي خرج مع عائلته مع الاف الخارجين من سنجار بعد دخول داعش إليها. زود عبد الله مؤلفة الكتاب مجموعة حكايات مؤلمة عن محاولاته الناجحة والفاشلة لإنقاذ الكثير من السبايا خلال بحثه عن شقيقته التي كان مصيرها مجهولا. تعرض المؤلفة قصصا لرجال وقفوا على حواف مقابر جماعية ونجوا منها بأعجوبة ونساء عجائز تم رميهن في المقابر الجماعية لأنهن “غير صالحات للسبي”. تخصص المؤلفة مساحة مهمة لقصص حول شنكال، المدينة التي كانت معناها باللغة الكردية الجهة الجميلة وتحول اسمها لاحقا إلى أرض المقابر الجماعية.
إضافة لقصص قتل الرجال في سنجار وشنكال، تعرض المؤلفة حكايات النساء الأزيديات اللواتي تعرضن للسبي والسجن والاغتصاب وبعدها تم نقلهن لأكثر من بلدة ومدينة بين العراق وسوريا بغرض عرضهن أمام عناصر داعش كسبايا للبيع. المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين تحولت بين ليلة وضحاها إلى سوق كبير للمتاجرة بالسبايا اللواتي تم أخذهن بقوة السلاح من بيوتهن وقراهن إلى زمن العبودية الذي تركه العالم المتحضر منذ قرون عدة. إحدى الناجيات من الأزيديات تسرد قصتها بألم: في البدء فصلوا الرجال عن النساء وفصلوا الإناث تحت سن الـ 12 عنا وبعدها أخذوا العذراوات ثم أخذونا إلى الموصل وبعدها إلى الرقة حيث وضعونا في بناية ذات حراسة شديدة وبعدها عرضونا في مزاد ولا يهم ان كانت السبية عازبة أو متزوجة فهنالك أكثر من فتوى تبيح لهم زواج السبايا وتقول الناجية أن سعرها في هذا المزاد وصل إلى 85 دولار من قبل أحد عناصر داعش.
هذا الكتاب يقدم شهادات الناجين من الضحايا والذين عجزوا عن روي قصص معاناتهم عبر منابر الإعلام الرسمي كما يمكن اعتباره وثيقة مهمة للأجيال القادمة التي تريد الاطلاع على جرائم أتباع الخليفة المزيف