القاهرة – تختلف جولة المفاوضات الجارية بين حركة حماس وإسرائيل عبر الوسيط المصري – القطري عن سابقتها التي قادت إلى تهدئة لمدة أسبوع في قطاع غزة؛ فهذه المرة تتحاور القاهرة مع القيادة السياسية في الحركة، بينما تتحادث الدوحة مع تل أبيب، برعاية أميركية تميل إلى إنجاز تهدئة سريعة.
وقد وصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى القاهرة الأربعاء لبحث إقرار هدنة جديدة في غزة وتبادل الأسرى، بعدما أظهرت إسرائيل مؤشرات تنطوي على انفتاح لعقد صفقة عقب تزايد الضغوط السياسية والشعبية على حكومة بنيامين نتنياهو.
ولفت مسؤول فلسطيني إلى أن هنية حريص على الاستماع إلى رؤية المسؤولين المصريين بشأن نهج جديد محتمل، وأشار إلى أن الموقف الرسمي لحركة حماس هو “رفض أي وقف مؤقت جديد لإطلاق النار والمطالبة بوقف دائم للقتال”. ويقول متابعون إن هنية، المقيم في قطر، يتدخل في الجهود الدبلوماسية عندما تلوح في الأفق فرصة لإحراز تقدم.
وكانت آخر مرة سافر فيها هنية إلى مصر في أوائل نوفمبر الماضي، أي قبل إعلان الاتفاق بشأن التهدئة في غزة، والتي أطلق فيها سراح نحو مئة من المحتجزين لدى المقاومة وثلاثمئة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
إسماعيل هنية، المقيم في قطر، يتدخل في الجهود الدبلوماسية عندما تلوح في الأفق فرصة لإحراز تقدم
وتجري مفاوضات حاليا عن طريق وسطاء من مصر وقطر بمشاركة أميركية لتحديد الرهائن المحتجزين لدى حماس الذين يمكن تسليمهم قريبا بموجب اتفاق هدنة جديد، ومعرفة طبيعة السجناء الذين ستطلق إسرائيل سراحهم في المقابل.
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة من حلفائها الدوليين لتهدئة حملتها العسكرية على غزة بعد أن أفضت إلى الآلاف من الضحايا والمفقودين وتدمير جزء كبير من القطاع.
وأوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الموساد ديفيد بارنيا إلى النرويج لعقد اجتماعات مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بهدف تنشيط مسار الإفراج عن الرهائن لدى حماس وفصائل فلسطينية أخرى، مؤكدا أن “واجبنا هو إعادتهم جميعا”.
وأعلن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أن تل أبيب “مستعدة لهدنة إنسانية جديدة ومساعدة إنسانية إضافية للسماح بإطلاق سراح الرهائن”.
وذكر مصدر مقرب من حركة حماس أن “المباحثات تتناول مناقشة هدنة لمدة أسبوع مقابل إطلاق حماس سراح 40 أسيرا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين. والهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل. وهي أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية – قطرية بعلم الإدارة الأميركية”.
ودعت القاهرة الأمينَ العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إلى زيارتها في إطار مباحثات وقف إطلاق النار وعقد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
ويبدو أن مصر وقطر تريدان توظيف الآلية الجديدة التي تتبنيانها، أي فصل المسارات وتوزيع الأدوار وتركيز كل منهما على العمل مع طرف واحد، بهدف إنجاز صفقة أوسع هذه المرة تمهد لوقف إطلاق النار، وتساعد على التطرق إلى مستقبل قطاع غزة، وإيجاد معالجة ناجحة لحالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس التي سادت قبل الحرب.
وينهي التفاهم بين فتح وحماس حول مستقبل القطاع ارتباكا يسود عدة دوائر؛ حيث طرحت إسرائيل سيناريو السيطرة الأمنية والبقاء فيه فترة معينة، وهو ما رفضته الإدارة الأميركية، وفكرت جهات غربية في إرسال قوات دولية لكنها وجدت تحفظات من دوائر عديدة، وطرحت جهات أخرى فكرة عودة السلطة الوطنية إلى إدارة غزة بدلا من حماس، فتم التحفظ عليها لأنها قد تؤدي إلى فتنة فلسطينية لا تقل ضراوة عن توابع التفكير في قيادة مستقلة من خارجهما تأتي على ظهر دبابة إسرائيلية.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد الحرازين إن “زيارة هنية مهمة في سياق الدخول في هدنة تستند إلى إطلاق سراح الأسرى لدى كل طرف، حيث تعمل مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق يمكن تطبيقه في الأيام المقبلة”.
واستبعد في تصريح لـ”العرب” التطرق إلى مستقبل الحكم فى غزة خلال زيارة وفدي حماس وحركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة هذه المرة، لأن ما يعانيه الشعب الفلسطيني وما لحق بالقطاع من دمار كبير وحرب إبادة يمارسها الاحتلال يفرضان التركيز على وقف المعاناة أولا.
وشدد على أن “الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني هو منظمة التحرير، وهي قادرة على التعامل مع اليوم التالي للحرب”، لافتا إلى أن “السلطة الوطنية لم تتخل عن غزة طوال سنوات الانقسام وقدمت إلى المواطنين كافة الخدمات والتزمت بدفع رواتب الموظفين”.
وأكد جهاد الحرازين لـ”العرب” عدم إجراء لقاءات بين فتح وحماس لمناقشة مستقبل السلطة في القطاع، وآخر لقاء بينهما كان في مدينة العلمين الجديدة بشمال مصر في يوليو الماضي ضمن اجتماع عُقد للفصائل الفلسطينية وحضره الرئيس محمود عباس.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأربعاء إلى أن قادة فتح وحماس يُجرون مناقشات حول حكم غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب، ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار “لم يكن على علم بالمحادثات، وطلب وقفها فورا. ولا يريد أن تستمر حماس في حكم غزة، ويعتبر من السابق لأوانه التوصل إلى تسوية”.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن القيادي في حماس حسام بدران قوله “إن الحركة لا تريد لعبة محصلتُها صفر وتسعى إلى إنهاء الحرب”.
وضمت المحادثات قادة سياسيين في الحركتين، من بينهم إسماعيل هنية وخالد مشعل من حماس، وحسين الشيخ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من فتح.
السلام عليكم
حركة حماس هي الممثل الحقيقي وصاحبة الحق في تقرير نصير غزة،٫لانها من وجهة نظر كل احرار العرب والعالم هي التي كسرت هيبة اسرائيل واعوانها ومرغت انوف القادمة الاسرائيلين أولا ومن ورائهم الأميريكان والاوربيين والعرب الصهاينه في وحل العار.
المجد لحماس تيحان الرؤوس ومن شاركها في جهادها المقدس والخزي والعار لاعدائها إين ماكانوا