أصدر تنظيم القاعدة بياناً بعنوان “تعزية وتهنئة لآل هنية” نشرته مؤسسة السحاب الذراع الإعلامي للقيادة العامة لتنظيم القاعدة، مساء الاحد 21 ابريل الحالي، ينعى فيه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعد مصرع أبنائه الثلاثة في غزة مؤخرا. وقد اثار النعي الكثير من المفارقات والتساؤلات بعد مخاطبته رئيس المكتب السياسي لحماس بـ “فضيلة الشيخ”، و “آل هنية”، و “أبى العبد أسماعيل” وغيره من المسميات التي لا تشير إلى حركة حماس او الدور السياسي لإسماعيل هنية فيها.
نعي تملؤه التناقضات
وتؤكد مصادر مقربة من تنظيم القاعدة أن المفارقات التي حملها النعي تحمل في طياتها اشارات واضحة إلى الصراعات والانشقاقات الدائرة داخل تنظيم القاعدة منذ فترة والتي تشمل الموقف من حركة حماس وولائها غير المشروط للنظام الإيراني. وتشير تلك المصادر إلى ظهور المفارقات ذاتها في البيان الذي أصدره تنظيم القاعدة في 13 أكتوبر 2023 والذي أشاد بالهجوم على إسرائيل مع نسبه لتجمعات المجاهدين بغزة دون الإشارة من بعيد او قريب الى حركة حماس. وحملت بيانات أخرى صدرت عن تنظيم الشباب والقاعدة في اليمن والقاعدة في بلاد المغرب العربي المفارقات ذاتها حيث أشادت بهجوم 7 أكتوبر ونسبته لكتائب القسام او ما اسمتهم المجاهدين متجاهلة دور حركة حماس في ذلك الهجوم. وتشير المصادر ذاتها إلى وصول تلك الخلافات لذروتها مؤخرا مما دفع معظم القنوات والمجموعات الناشرة لبينات واصدارات تنظيم القاعدة على منصة التليجرام إلى تجاهل بيان العزاء والذي لم يتم نشرها إلا على مواقع محدودة تابعة لتنظيم القاعدة المركزي وصفحة التنظيم على تطبيق “الروكت تشات.”
ذراع إيراني بلا هوية
وتقول تلك المصادر ان تحول حماس إلى أحد أهم أذرع النظام الإيراني بالمنطقة (بعد حزب الله في لبنان) والمليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن قد شطر تنظيم القاعدة إلى فريقين متصارعين. وتؤكد تلك المصادر ان حركة حماس تعد الخاسر الأكبر في تلك التبعية العمياء التي لا تحقق إلا طموحات أيران. وتشير إلى ان إيران تستخدم تلك الكيانات التابعة لها بطريقة انتهازية تضمن حصاد طهران لثمار الصراعات التي تفجرها مع تحمل تلك الكيانات فاتورة الصراعات التي تقوم بدفعها من دم وارواح أبنائها كما يحدث مع الحوثيين وحزب الله وغزة.
طموحات نظام الملالي
وتشير المصادر إلى أنه ومنذ انطلاق ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران عام 1978، أصبح هناك مشروعاً إيرانياً توسّعياً جديداً في المنطقة يعتمد على تصدير الثورة الإيرانية وتبني سياسة توسعية تسعى لبناء شبكة واسعة من العملاء والموالين لإيران. وتؤكد المصادر ذاتها ان نظام الملالي الإيراني يعتمد في تحقيق استراتيجية تلك على إيجاد بؤر وحواضن، مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيين اليمن والعلويين في سوريا، يقوم بدعمها وتحويلها إلى أذرع عسكرية له. ويتم تصميم العلاقة مع تلك الكيانات في البداية لتبدوا تابعة بشكل غير مباشر لإيران، على ان تتحول حين الحاجة لها للتبعية المباشرة وتلقي الاوامر من القيادة الإيرانية.
مستقبل مشكوك فيه
وتشير تلك المصادر إلى أن سيف العدل الذي يعتقد توليه قيادة التنظيم بعد موت الظواهري يقود الفريق المؤيد لحماس لتوافقه مع سياسات إيران التي يقيم بها منذ فترة ويدين بالولاء لها ولسياستها بالمنطقة. وتؤكد المصادر ذاتها إلى ان مواقف سيف العدل المخزية والتابعة بشكل اعمى للسياسات الإيرانية تشعل الصراعات والخلافات داخل تنظيم القاعدة وتضع ولاء فروعه ومستقبل التنظيم على بداية الطريق للهاوية.
وتقول المصادر ان الفريق الثاني الذي يمثل الأغلبية العظمى من أعضاء تنظيم القاعدة وبخاصة فرع التنظيم في اليمن يعتبر حماس منظمة “اخوانية” وطنية وسياسية لا تمثل الحركة الجهادية ولا طموح لها غير الوصول إلى السلطة. وتؤكد المصادر ان حركة حماس تكن الكثير من العداء للشعب الفلسطيني وأبناء السنة على حد سواء. وتشير إلى ان صمت وتشجيع إيران على المجازر التي ترتكبها إيران والمليشيات الشيعية ضد أبناء السنة في العراقي وسوريا يجعلها أقرب إلى محور “المقاومة والممانعة” منه إلى تيار الجهاد العالمي الذي تتبناه القاعدة وافرعها. وتشير كذلك على تورط حركة حماس المباشر في قتل الفلسطينيين من أبناء فتح بعد استيلائها على السلطة في عام 2006 وملاحقتها وقتلها لرموز الجهاد في غزة مثل آبا النور المقدسي الذي قامت بتصفيته بعد إعلانه عن إقامة إمارة إسلامية بغزة في 2009.