بعدَ قيام الميليشيات المدعومة من ايران بشن هجموم بأستخدام طائرة مسيرة مفخخة على قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات التحالف مساء يوم الأثنين, ردت القوات الأمريكية بقصف ثلاث منشآت تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من ايران وأبرزها ميليشيا كتائب حزب الله وميليشيا كتائب سيد الشهداء وفقاً لوكالة رويترز نقلاً عن البنتاغون.

ويأتي الرد الأمريكي الأخير على مواقع الميليشيات المدعومة ايرانياً كَرَد دفاعي ضدَ الهجمات الأخيرة التي تبنتها الميليشيات ضد قواعد تواجد قوات التحالف الدولي في تصعيد خطير تتبناه أذرع ايران في المنطقة.

وكان جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان العراق، يوم الاثنين، قَد أعلنَ عن تعرض مطار أربيل الدولي لقصف بطائرة مسيرة. وقال الجهاز في بيان مقتضب، إن “طائرة مسيرة مفخخة استهدفت في الساعة 16:03 مطار أربيل الدولي الذي يضم مواقع تتواجد فيها قوات ألتحالف الدولي ضد داعش.

ومن ناحية أخرى أدانَ الناطق الرسمي للقائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول ،الاثنين، بقصف جماعات ” خارجة عن القانون” لـ”قاعدة عسكرية” قرب مطار أربيل، وفيما وصف القصف بأنه اجرامي وارهابي، حيثُ توعد الفاعلين بالملاحقة وتقديمهم إلى العدالة. وقال رسول في البيان “تحاول جماعات خارجة عن القانون الاعتداء على القواعد العراقية، التي يتواجد في قسم منها مستشارو قوات التحالف الدولي، من بينها ما حصل في الساعة 1550، الاثنين، من خلال إرسال طائرة مسيرة مفخخة بالقرب من مطار أربيل المدني، وقد أدى هذا الحادث إلى وقوع إصابات وجرحى وتعطيل عمل المطار، والتأثير على توقيتات الرحلات المدنية”. وتابع الناطق العسكري إنّ “هكذا أعمال إجرامية هدفها الإضرار بمصالح العراق وعلاقاته وارتباطاته الإقليمية والدولية، وفي الوقت الذي ندين به هذا العمل الإرهابي، نؤكد أنّ القوات الأمنية العراقية المسنودة بالجهد الاستخباري ستصل إلى الفاعلين لتقديمهم إلى العدالة كي ينالوا جزاءهم”.

وكانت ميليشيات عراقية تُسمي نفسها “المقاومة” العراقية اعلنت، الاثنين، تبنيها استهداف قاعدة تتواجد فيها قوات ألتحالف الدولي في مطار حرير قرب أربيل بطائرات مسيرة. وسبقَ وان تبنت ميليشيات مسلحة أخرى مدعومة من ايران تُطلق على نفسها “المقاومة” عدة هجمات سابقة ضد قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات تابعة للتحالف الدولي, وتشير أدلة كثيرة أن بعض عناصر هذه الجماعات متورطون في التخطيط لهجمات على هذه القواعد، مما أدى إلى ردود عسكرية أمريكية تمثلت بشن غارات جوية على مستودعات اسلحة ومعسكرات خاصة بهذه الميليشيات أبرزها كتائب حزب الله في مناطق أبو غريب وجرف الصخر.

تكشف هذه الحوادث حقيقة كيفية مناورة هذه الميليشيات التي تستغل في بعض الأحيان غموض وضعها، سواء كامتداد للدولة أو كفاعلين مستقلين، للهروب من العواقب، مع جَعل قيادة الدولة العراقية تتحمل عواقب أفعال هذه الميليشيات الطائشة وغيرالمتوقعة. بالإضافة إلى ذلك، يستغل النفوذ الإيراني المنتشر في العراق التحديات الاقتصادية المتشابكة والمشهد الأمني المعقد وكل ذلك يشجع طهران على زيادة نفوذها من خلال تعزيز التحالفات مع الميليشيات المسلحة، حيثُ ترك هذا المشهد آثارا عميقة على سيادة العراق وتوجه سياسته الخارجية.