• السبت. سبتمبر 7th, 2024

القاعدة في اليمن… انشقاقات وتصفيات

سيف العدل وخالد بن عمر باطرفي القائد السابق لتنظيم القاعدة في اليمن
سيف العدل وخالد بن عمر باطرفي القائد السابق لتنظيم القاعدة في اليمن

تؤكد العديد من المصادر المقربة من تنظيم القاعدة على دخول التنظيم في موجة غير مسبوقة من الانشقاقات والتصفيات الجسدية بين عناصر التنظيم في اليمن. وترجح تلك المصادر أن تفجر الصراع إلى الخلافات الحادة بين بعض عناصر التنظيم الموالية لإيران والحوثين والتي يتزعمها سيف العدل، زعيم تنظيم القاعدة المركزي، والتي ترغب في جر التنظيم إلى الصراعات الدولية التي تفجرها إيران والحوثيون وبين بقية عناصر التنظيم التي ترغب في التركيز على قضايا اليمن.

وتدعي تلك المصادر ان الموت المفاجئ للبطرفي، زعيم القاعدة في اليمن، في مارس 2024 وما رافقه من بيان غامض حول ملابسات موته تؤكد تعرض البطرفي لعملية اغتيال معقدة في إطار حملة التصفيات الدائرة. وتشير تلك المصادر إلى إن رواية موت البطرفي الطبيعي بالمرض بدت عصية على التصديق، ليس لدى المراقبين وحسب، بل حتى لدى بعض قيادات تنظيم القاعدة التي رأت أن ثمة بعض من المؤشرات التي تفيد باحتمالية بدء حملة جديدة من التصفيات الجسدية، لاسيما بعد مقتل القيادي سليمان الصنعاني المقرب من إيران عقب أيام قليلة من وفاة باطرفي، وبعد تعرض مقر إقامة نجل سيف العدل لحريق كبير أدى إلى إصابته ثم وفاته في وقت لاحق.

تبدل الولاء من اليمن لإيران

وتؤكد المصادر إلى أن الولاء لإيران والدعوة التي يتبناها مؤخرا بعض قيادات التنظيم لشن هجمات ذئاب مفردة ضد المصالح الغربية تأتي على راس الخلافات التي فجرت تلك الصراعات والتصفيات الجسدية. وتشير إلى أسباب أخرى خلف تفجر الصراع من بينها الخلافات الحادة بين القادة الأجانب واليمنيين وبين المتنفذين المُرفهين والفقراء المعوزين من عناصر التنظيم. وتقول المصادر ان الكثير من عناصر التنظيم خاصة اليمنيين يشعرون بالظلم بسبب تمكين غير اليمنيين من الهيمنة على مقاليد التنظيم. وتشير المصادر في هذا الصدد إلى القيادي المصري إبراهيم البنا الذي تربطه علاقات وثيقة بسيف العدل ويُعد الرجل القوي داخل التنظيم والذي أقصى الكثيرين من القادة والعناصر فور إبدائهم اعتراضا على بعض السياسات مستخدمًا تهمة الجاسوسية والعمالة، مقابل منح الموالين امتيازات مالية وحياة فارهة.

سيف العدل في إيران
سيف العدل في إيران

وتقول المصادر ان ربط خالد باطرفي مصير القاعدة باليمن بأجندات إيران وجماعة الحوثي ومحاولته تمكين القيادات الأجنبية وتعظيم نفوذهم على حساب العناصر اليمنية قد دفع العديد من قادة التنظيم إلى الرحيل أو البقاء وكتم انتقاداتهم خوفًا من التصفية بذريعة الاتهام بالعمالة والجاسوسية. وتتهم العديد من القيادات اليمنية خالد باطرفي بالتضحية بوحدة وتمسك القاعدة في اليمن الذي اعتبر ولفترة طويلة أقوى فروع القاعدة، عبر إقحامه في نشاطات إرهابية خارجية. وتؤكد المصادر ان توجهات البطرفي اثارت العديد من الخلافات والتصدعات الداخلية وتسببت في العديد من الانشقاقات لقادة مؤثرين رأوا في ذلك انحرافا للبطرفي عن المسار الأصلي للقاعدة في سبيل الحفاظ على علاقاته المتينة بسيف العدل، قائد القاعدة المركزي.

زعامة القاعدة بالوارثة

وقد ابرزت الصحف العربية تصريحات أحد القيادات الجهادية المقربة من القاعدة والتي اكدت أن الفترة التي فصلت ما بين وفاة باطرفي وما بين الإعلان الرسمي عن خبر وفاته جاءت في إطار محاولة تنظيم القاعدة في اليمن لإحاطة هذا الحدث بالتكتم الشديد ومنع أي تسريب للمعلومات الى حين التوافق على أمير جديد. وأشار المصدر إلى أن مبعث هذا التكتم والغموض هو خشية قادة التنظيم من أن يتم استثمار الخبر لتعزيز الحالة الانقسامية في التنظيم واستثمار التباينات الحاصلة. وأكد المصدر أن عدداً كبيراً من القيادات جاؤوا الى اجتماع مجلس شورى التنظيم دون أن يكون لهم علم بالأسباب، وأنهم لم يكونوا يتوقعوا أبدا وفاة باطرفي لأنهم لم يتم تبليغهم بأن حالته الصحية كانت حرجة، وصُدموا بخبر وفاته. وأشار القيادي الجهادي الى أن حالة التكتم هذه ساعدت أيضا في خلق التوافق المطلوب لإحداث انتقال سلس في القيادة لمصلحة العولقي، وليس لأحد من المقربين لسيف العدل الذي سعى في أكثر من مناسبة إلى تمكين ابنه الراحل من زعامة التنظيم.

خالد بن عمر باطرفي القائد السابق لتنظيم القاعدة في اليمن وأنور العولقي
خالد بن عمر باطرفي القائد السابق لتنظيم القاعدة في اليمن وأنور العولقي

وتؤكد نفس المصادر إلى ان خالد باطرفي تأكد مؤخرا من أن سيف العدل لا ينظر إليه كحليف وثيق بل يعتبره جسر عبور مؤقت لتمهيد انتقال السلطة إلى نجله في اليمن قبل تأكيد مقتله بعد أيام معدودة من وفاة باطرفي. وقالت المصادر ان سلوك سيف العدل ذلك دفع العديد من القيادات المقربة منه واغلبها من المصريين مثل إبراهيم البنا لطرح ضرورة الشروع في عملية هيكلة تنظيمية جديدة وشاملة تتضمن تقليص صلاحيات سيف العدل. وقد بررت القيادات المصرية تحركاتها بالاستجابة الى متغيرات الساحة الجهادية اليمنية خصوصا مع تنامي الخلافات بين قيادات الصف الأول وما أنذر به الوضع من اقتراب الانقسام بين باطرفي ومجموعته، وبين العولقي والعناصر المؤيدة له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *