• السبت. سبتمبر 7th, 2024

الميليشيات الإيرانية في دير الزور: كيف تستغل إيران المنطقة لمصالحها؟

يناير 19, 2024 #سوريا

إن كانت هناك رواية واحدة تود الميليشيات الإيرانية ترديدها على أسماعنا، فهي أن تواجدها في سوريا بشكل عام، وفي محافظة دير الزور والبوكمال بشكل خاص، كان ولا يزال لأسباب نبيلة منها محاربة الإرهاب ومساعدة سوريا و السوريين لكسب عيش أكرم، وإعانتهم على ترتيب أمورهم بعد الحرب. لكن يكفي أن ننظر إلى ما يجري غرب الفرات، حيث الميليشيات الإيرانية من فاطميون وزينبيون و حيدريون تعيث فسادا بالبلاد و العباد، لنضع إيران في قفص الإتهام.
حقيقة الأمر هو أن محافظة دير الزور ومدينة البوكمال الحدودية مع العراق هي كنز للميليشيات، ومعبر بين سوريا والعراق تتدفق من خلاله سلع إيران واسلحتها، فالمنطقة مخزن للأسلحة ومعبر للمحرمات. فدير الزور، وهي “المقاطعة رقم 32″، تعض عليها إيران بالنواجد لأهميتها الاستراتيجية في ترويج سلعها المحرمة تارة والفاسدة تارة أخرى. البوكمال تضمن حركة سلسة لإيران وحرسها الثوري ما بين العراق وسوريا و لبنان.

بالإضافة إلى ذلك تعمد هذه الميليشيات ما بين الفينة والأخرى إلى ارتجال ذرائع واهية كي تطرد المدنيين من منازلهم وتصادر ممتلكاتهم. فتدعي مثلا أنهم جواسيس أو أنهم يتبعون لتنظيم الدولة، ثم تقوم بانتزاع مساكنهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة أو مقرات سكنية للدخلاء من الموالين لها. وهي بذلك تصيب عصفورين بحجر واحد، الأول هو الاستيلاء ظلما على مقرات المدنيين، والثاني هو الاختباء وسط المنشآت والمباني المدنية وتعريض حياة من لم تُصادر منازلهم لخطر القصف الذي يستهدف مخازن إيران.

تفرض إيران عناصرها من ضباط وقادة للميليشيات كتجار ذوي نفوذ على أسواق ديرالزور، ويقوم هؤلاء التجار بتخزين وتعليق السلع، التي تشمل المحروقات والمواد الغذائية وكل ماهو أساسي لتوفير عيش كريم لساكني المنطقة، بهدف رفع الأسعار. ولأن الميليشيات الإيرانية تتحكم في طرق التهريب فهي أيضا تتحكم في أسعار المواد الغذائية واحتكارها حيث يتعذر على المدنيين اقتناءها. وغير بعيد عن ذلك في بادية البوكمال تفرض الميليشيات الإيرانية اتاوات على المزارعين تبلغ %40 مقابل السماح لهم بزرع أراضيهم.

ولكي يتسنى لإيران وميليشياتها السيطرة الكاملة على المحافظة، قامت بعسكرتها بهدف جلب الدعم الذي تحتاجه كي تضمن إخضاع البوكمال وطاعة سكانها. تغري الميليشيات الإيرانية الشباب برواتب جيدة مقارنة بما قد يمنحه النظام لهم كما تضمن لهم الامن من ملاحقة أجهزة النظام والسكن في منازل نازحين اضطروا الى ترك منازلهم بسبب تضييق الميليشيات الإيرانية. ولكي تضمن ولاءهم أكثر فأكثر فهي تُخضعهم لدورات ثقافية مفادها إشباعهم بمبادئ تخدم مصالح إيران ومشروعها التوسعي.

بعكس ما تدعي إيران عن دورها الإيجابي الفعال في المحافظة، فلم يزد السكان تواجدها هناك إلا فقرا وضنكا، فلا الحجر ولا البشر سلم من أفاعيلها غرب الفرات.

One thought on “الميليشيات الإيرانية في دير الزور: كيف تستغل إيران المنطقة لمصالحها؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *