كلمات دالّة: داعش, قسد
قال مسؤولون سوريون إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي يعتمدون بشكل متزايد على الأموال التي يتم جمعها عن طريق ابتزاز المجتمعات المحلية في شرق سوريا لتمويل أنشطتهم.
وأوضح مسؤولون عسكريون بقوات سوريا الديمقراطية، (قسد)، أن هذا الأسلوب تم إلى حد كبير في محافظة دير الزور شرق سوريا.
وكانت أجزاء كبيرة من دير الزور تقع تحت سيطرة قسد منذ عام 2019 بعد حملة عسكرية كبيرة تدعمها الولايات المتحدة والتي مثلت هزيمة داعش على الأرض.
وطبقًا لإذاعة صوت أمريكا، حافظ التنظيم الإرهابي على شبكة من الخلايا النائمة، ونفذ هجمات من آن لآخر على المدنيين ومقاتلي قسد بشتى أنحاء المنطقة.
وقال تركي الضاري، مسؤول بمجلس دير الزور العسكري، وهي جماعة تابعة لقسد: “يستخدم داعش عدة وسائل لطلب المال من أصحاب المتاجر. ويتضمن ذلك استخدام العنف أو التهديد بالعنف ضد المدنيين لابتزاز الأموال”.
وأوضح المسؤول العسكري أن عناصر داعش استخدمت هذا الأسلوب لجمع المال من الناس الذين يعملون أو يتعاونون مع قسد ومؤسساتها المدنية.
وأضاف الضاري لـ”إذاعة صوت أمريكا”: “رأينا داعش يمارس هذا النشاط على نحو متزايد في الريف الشرقي لدير الزور. أولئك الذين يرفضون دفع المال لهم يواجهون العقاب – غالبا بتفجير متاجرهم، أو منازلهم، أو سياراتهم”.
والشهر الماضي، نشر متحدث باسم داعش رسالة صوتية دعا فيها أتباعه حول العالم لدعم التنظيم بالرجال والتبرعات المالية.
وقال خبراء إنه مع عدم وجود أراض تخضع لسيطرتهم، صارع مسلحو داعش خلال الشهور الأخيرة لتأمين مصدر ثابت من العائدات لتمويل عملياتهم، ومن ثم لجأوا إلى أساليب أخرى مثل الابتزاز.
وطبقا لتقارير إخبارية محلية، كانت شبكات داعش تستخدم على نحو متزايد تطبيقات التراسل لاستهداف الناس في دير الزور، مطالبة بـ”الزكاة” وأشكال أخرى مما يصفونها بـ”الضريبة الإسلامية”.
وقال جيسون بلازاكيس، باحث أقدم بمركز صوفان في نيويورك، إن داعش أثبت إبداعه في كيفية استخدامه التكنولوجيا لمصلحته، مشيرًا إلى أن “استخدام تطبيقات التراسل لاستهداف وابتزاز الشركات أمر غير مفاجئ، بالنظر إلى تاريخ داعش في تنويع مصادر دخله”.
وأضف بلازاكيس: “في حالة استخدام تطبيقات التراسل، هذا يوفر للتنظيم قدرة فورية على الوصول إلى ضحايا محتملين بينما يحد في الوقت نفسه من تعرض المبتزين لسلطات إنفاذ القانون بما أنهم يجرون تلك الأنشطة عبر الإنترنت وليس في مساحات مادية”.
وقال مسؤولون بقسد إن انشغالهم مع تهديدات أمنية أخرى تواجه المنطقة، أعطى مسلحي داعش مساحة أكبر للعمل في شرق سوريا.
وبدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أجرت قسد مؤخرًا عدة عمليات لمكافحة الإرهاب ضد عملاء داعش في المنطقة، بما في ذلك حملة على مدار عدة أسابيع داخل مخيم الهول، حيث يعيش آلاف الأشخاص، بينهم عائلات مقاتلي داعش. وانتهت العملية منتصف سبتمبر/أيلول بالقبض على أكثر من 200 شخص.