يقول الباحثون إن نظام الصيام المتقطع بنسبة 5: 2، أي تناول الطعام لمدة خمسة أيام والصيام لمدة يومين، يحمي من التهاب الكبد ولا يسبب زيادة في الوزن، مشيرين إلى أنه تم تحديد البروتينات التي توفر هذا التأثير الوقائي للجسم، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Cell Metabolism.
فشل وسرطان الكبد
إن حالة الكبد المزمنة الأكثر انتشارًا في جميع أنحاء العالم هي مرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD، وهو تراكم الدهون في الكبد ولا ينتج عن الإفراط في تعاطي الكحول. يرتبط مرض NAFLD بالوراثة وزيادة الوزن أو السمنة، وإذا ترك NAFLD دون علاج، فيمكن أن يتطور إلى شكله الأكثر خطورة، والذي يسمى NASH، وهو التهاب الكبد الدهني غير الكحولي والذي يتميز بتندب الكبد، مما يزيد من خطر فشل الكبد وسرطان الكبد.
آثار الصيام المتقطع
اكتسب الصيام المتقطع في الآونة الأخيرة تفضيلاً كوسيلة لتحسين الصحة، بما يشمل صحة الكبد. وفي دراسة جديدة، قام باحثون من مركز أبحاث السرطان الألماني DKFZ وجامعة توبنغن بفحص آثار نظام الصيام المتقطع على أمراض الكبد.
حلقة مفرغة قاتلة
قال ماثياس هايكينفالدر، من DKFZ وجامعة توبنغن، إن “الحلقة المفرغة للنظام الغذائي غير الصحي والسمنة والتهاب الكبد وسرطان الكبد ترتبط بقيود كبيرة ومعاناة للمتضررين وتمثل أيضًا عبئًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية”، مشيرًا إلى أن الغرض من الدراسة هو التحقق “مما إذا كانت التغييرات الغذائية البسيطة يمكن أن تعطل هذه العملية القاتلة على وجه التحديد”.
نظام غذائي غربي
قام الباحثون بتغذية فئران المختبر بنظام غذائي غربي غني بالدهون والسكريات لمدة 32 أسبوعًا للحث على التهاب الكبد الدهني غير الكحولي. بقيت مجموعة واحدة من الفئران على نظام غذائي غربي يتضمن كل ما يمكن تناوله، في حين تم وضع مجموعة أخرى على نظام صيام متقطع أسبوعي بنسبة 5: 2: يومين غير متتاليين بدون طعام مع حرية تناول الماء.
الصيام 5:2 أفضل
وكما هو متوقع، اكتسبت الفئران التي حصلت على طعام غير محدود وزنًا ودهونًا في الجسم وأصيبت بالتهاب الكبد المزمن. في المقابل، على الرغم من تناول المزيد من الطعام في أيام عدم الصيام، فإن مجموعة الصيام المتقطع لم تكتسب وزنا، وأظهرت علامات أقل لأمراض الكبد وكان لديها مستويات أقل من المؤشرات الحيوية التي تشير إلى تلف الكبد. وخلص الباحثون إلى أن النظام الغذائي 5:2 جعل الفئران مقاومة لتطور التهاب الكبد الدهني غير الكحولي. من خلال تجربة طول وتكرار فترات الصيام، وجد الباحثون أن نظام 5: 2 كان أفضل من نظام 6: 1 وأن الصيام لمدة 24 ساعة كان أفضل من الصيام لمدة 12 ساعة.
بروتينان للاستجابة الوقائية
وبمقارنة تركيبة البروتين والمسارات الأيضية والنشاط الجيني في كبد الفئران الصائمة وغير الصائمة، تم تحديد بروتينين مسؤولين عن الاستجابة الوقائية للصيام هما PPAR-alpha وPCK1 PPAR-alpha. إن PPAR-alpha هو منظم رئيسي لاستقلاب الدهون في الكبد وضروري لتوليد الكيتون، وتحلل الأحماض الدهنية لإنتاج أجسام الكيتون والاستجابة للصيام لفترات طويلة. أما بروتين PCK1 فهو إنزيم مسؤول عن تنظيم التخليق الحيوي للغلوكوز من بعض مصادر الكربون غير الكربوهيدراتية، بما يُعرف باستحداث السكر.
وقال هيكينفالدر: “تؤدي دورات الصيام إلى تغيرات أيضية عميقة، والتي تعمل معًا كآليات مفيدة لإزالة السموم وتساعد على مكافحة التهابات وتندب الكبد”.
آثار وقائية بعد 4 أشهر
وبعد أربعة أشهر أخرى من الصيام المتقطع، كانت لدى فئران المختبر المصابة بـNASH الناجمة عن تناول نظام غذائي غربي قيم دم أفضل، وكبد دهني أقل والتهاب الكبد، كما أصيبت بسرطان الكبد بشكل أقل.
وقال هيكينفالدر إن النتائج توضح “أن الصيام المتقطع 5: 2 له إمكانات كبيرة – سواء في الوقاية من التهاب وفشل الكبد وسرطان الكبد، وكذلك في علاج التهاب الكبد المزمن الثابت”.