فجر مصرع أيمن الظواهري في العاصمة الافغانية العام الماضي الكثير من التكهنات حول مستقبل تنظيم القاعدة وفرص المرشح الأكثر حظا في قيادة التنظيم وملئ عباءة قياداته التاريخية أسامة بن لادن والظواهري. وقد زادت التكهنات مؤخرا عن أحتدام الصراع بين عناصر تنظيم القاعدة من الجناح المصري الذي يقوده سيف العدل والجناح السعودي الذي يتبع حمزة الغامدي. ورغم توفر الكثير من المعلومات عن سيف العدل الذي لعب دورا محوريا في نشأة وتطور تنظيم القاعدة، فان القليل من المعلومات يعرف عن الغامدي الذي يعتقد الكثيرون انه الأقرب والأكثر حظا لقيادة تنظيم القاعدة لرفضة موقف سيف العدل التابع لإيران.
الغامدي حارس بن لادن الشخصي
ولد حمزة الغامدي، واسمه الحقيقي صالح بن سعيد آل بطيح الغامدي، في منتصف السبعينيات وترعرع في منطقة الثقبة بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.وقد بدأت رحلة الغامدي مع الجماعات الإرهابية في منتصف الثمانيات عندما كان عمره 20 عاما حين انضم إلى “قافلة الجهاد السعودية” التي سافرت إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي. وقد التحق الغامدي بعد وصوله لأفغانستان بفريق العرب المقربين من أسامة بن لادن والذين سجلوا بعض الانتصارات المحدودة في حربهم ضد القوات الروسية.
وظل الغامدي خلال أيامه الأولي في أفغانستان يعمل داخل الدائرة المقربة من بن لادن إلى أن فرقت بينهم هزيمة معركة\ جلال آباد، والتي مني فيها العرب بهزيمة ساحقة ألحقت بهم خسائر فادحة. وقد شكلت هزيمة جلال آباد لحظة فاصلة لكل العرب الذين نزحوا للجهاد في أفغانستان. فقد دفعت تلك الهزيمة أغلبية العرب للتفكير في الرجوع إلى بلادهم، إلا أسامة بن لادن الذي قرر الرحيل إلى القرن الأفريقي لمحاربة المصالح الغربية، والغامدي الذي قرر الرحيل إلى طاجيكستان للالتحاق بفريق الجهاد الذي يتزعمه خطاب احد القيادات السعودية التي اختارت الجهاد في طاجيكستان.
5 ملايين دولار على رأس الغامدي
لا يعرف الكثيرين أن وزارة الخارجية الأمريكية ترصد مكافأة مقدارها 5 ملايين دولار مقابل الإدلاء بأي معلومات عن حمزة الغامدي. وتأتي تلك المكافأة في إطار الجهود المتواصلة للقبض على الغامدي الذي تعتبره الولايات المتحدة احد اهم وأقوى قيادات تنظيم القاعدة والمشتبه بتورطه في هجمات سبتمبر 11 على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبني البنتاجون في واشنطن. وتؤكد الكثير من التقارير الاستخباراتية إلى ان الغامدي الذي التحق بالفريق المكلف بحراسة وتأمين أسامة بن لادن بحلول عام 1997، يعد احد اهم كوادر تنظيم القاعدة وقد ظهر اسمه في قائمة مسودة تشير إلى جميع الأعضاء الأساسيين في القاعدة، والتي اكتشفتها الولايات المتحدة في قندهار في أواخر عام 2001، والتي تشير إلى أن الغامدي قد أقسم بالولاء لأبن لادن في أفغانستان في بين 1996 و1997.
من أفغانستان للجهاد في طاجيكستان
أنفصل خطاب والغامدي وعدد من العرب الأفغان الآخرين عن بن لادن وقرروا ترك أفغانستان في ربيع وصيف عام 1993 من اجل فتح جبهة جديدة للجهاد ضد الشيوعيين في آسيا الوسطى، وهذه المرة في طاجيكستان التي كانت في حالة حرب أهلية. وبعد قضاء ما يقرب من عامين من “الجهاد” في طاجيكستان، قرر الغامدي العودة مرة أخرى إلى باكستان في أواخر عام 1994 – أوائل عام 1995، بعد أن سادت الاضطرابات في صفوف المعارضة الطاجيكستانية.قاد الغامدي لاحقا “الفصيل الشمالي” التابع لتنظيم القاعدة والذي ضم العديد من الشخصيات المعروفة بتنظيم القاعدة ومن بينهم عبد الرحيم النشيري (المسؤول عن تفجير المدمرة USS كول)، خلاد (شقيق مهند والذي يُعد عنصرًا رئيسيًا في عمليات القاعدة الخارجية، بما في ذلك هجمات 11 سبتمبر)، عزام المكي (الانتحاري في تفجير نيروبي عام 1998) وناصر الأنسي (أحد قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية). ويعتقد أن الفصيل الشمالية ذهب في أوائل يناير عام 1997 إلى المقر الرئيسي للقاعدة آنذاك في جلال آباد حيث قاموا بزيارة استمرت لمدة ثلاثة أيام مع بن لادن الذي قام بإقناعهم بتلبية دعوته للجهاد ضد أمريكا.
كما تولى حمزة الغامدي، الذي عرف بظل بن لادن في أفغانستان، مهام أخرى بالتنظيم كان أبرزها دوره القيادي في الدعاية الإعلامية لتنظيم القاعدة.ففي كتابه عن “تاريخ القاعدة” في شبه الجزيرة العربية، وصف خبيب السوداني، الذي عمل مع الغامدي في فريق أمن بن لادن، الغامدي كواحد من “مؤسسي مؤسسة السحاب الإعلامية”، في إشارة إلى الاسم الذي اختاره بن لادن للذراع الإعلامي للتنظيم.