مرت قبل أيام الذكرى التاسعة لتحرير الرطبة من المجرمين الذين عاثوا فسادا في المدينة وباقي المدن التي دخلوها حتى هزيمتهم النهائية في العراق في عام 2017.

بعدما سيطرت قطعان الظلام على الرطبة، تم فرض قوانين غريبة على الأهالي وتم تطبيق عقوبات قاسية بحق سكان. تملك المدينة تاريخاً عريقاً وموقعاً مهماً لقربها من الحدود الدولية لدول الجوار ولسيطرتها على الخط البري الاقتصادي الذي يربط العراق بالأردن. بدعم من التحالف الدولي، حررت القوات العراقية المدينة من دنس أتباع البغدادي وهذه العملية كانت بداية للقضاء على الإرهاب في البلاد. الحرب على الإرهاب مستمرة في العراق وما زالت العمليات الأمنية تطارد المجرمين في أكثر من موقع وآخرها العملية الجوية التي نفذتها القوات العراقية في محافظة صلاح الدين.

بداية النهاية

تقع الرطبة في الجزء الغربي من محافظة الأنبار(400 كم غرب بغداد) ويسكنها عرب مسلمون سنة يصل عددهم إلى 28 ألف نسمة. تحتل المدينة موقعاً جغرافياً مهماً على الطريق السريع الدولي بين عمان و بغداد. المدينة قريبة من الحدود السورية والأردنية والذي جعلها نقطة وصل إقليمية مهمة. للرطبة مكانة تاريخية بدأت بعد دخول البريطانيين إلى العراق في عام 1914 حيث عرفت وقتها باسم “آبار الرطبة”  كمحطة استراحة محورية بين بريطانيا والهند والخليج العربي. بين 21 حزيران / يونيو 2014 و17 أيار / مايو 2016، مارس الإرهابيون الكثير من الجرائم مثل مصادرة بيوت المدنيين الذين نزحوا شرقاً نحو مدينة الرمادي ومارسوا جرائم أخرى بحق من تبقى منهم كمنع التجول والاعتقال الكيفي وعقوبات الجلد والإعدامات في الساحات العامة.

ففي 17 أيار/ مايو من عام 2016 وبعد معارك شرسة ضد الإرهابيين، تمكنت القوات العراقية، بدعم من العشائر المحلية وطيران التحالف الدولي، من استعادة السيطرة على الرطبة. بدأت المعارك بدعم جوي من التحالف الدولي وطوقت القوات العراقية المدينة من عدة محاور واستمرت المعارك 36 ساعة. أدت هذه المعارك إلى إلحاق الهزيمة بالتنظيم وبعدها بدأت عملية تطهير المدينة من المفخخات التي ستهدد سلامة الأهالي لاحقا. كان تحرير الرطبة نقطة تحول مهمة في مكافحة الإرهاب في العراق وبداية نهاية التنظيم الإرهابي. بعد تطهير المدينة، تمت استعادة مدن ومناطق أخرى وفي النهاية تم تحرير البلاد بأكملها في عام 2017.

المعركة مستمرة

جهود القوات العراقية في مكافحة النشاطات الإجرامية لم تتوقف، وفي الذكرى التاسعة لتحرير الرطبة، تم تنفيذ ضربة جوية نوعية ضد التنظيم الإرهابي في جبال بلكانة (محافظة صلاح الدين). أدت هذه الضربة إلى مقتل إرهابي برتبة ما يسمى ” أمير” مع ثلاثة أخرين. حسب بيان عراقي رسمي، تم تصفية ما لا يقل عن أربعة إرهابيين في هذه الضربة الجوية. وأفاد مصدر عراقي مطلع أن قوة من الجيش العراقي قد توجهت بعدها إلى مكان الضربة للتعرف على جثث قتلى أخرين في ذلك الموقع. منذ هزيمة أتباع الخليفة المزيف، القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي مستمرة في حملاتها الأمنية التي تستهدف جيوب التطرف والإرهاب حتى هذه اللحظة.