• الثلاثاء. يوليو 15th, 2025

ذكرى تحرير الموصل

يوليو 15, 2025 #العراق, #الموصل

قبل عدة أيام، أحتفل سكان الموصل وبمشاركة شعبية وحكومية عراقية بالذكرى الثامنة لتحرير المدينة من الإرهابيين الذين حكموا الموصل لثلاثة أعوام مظلمة. 

خلال تلك الفترة، ارتكب الإرهابيون جرائم يندى لها الجبين وعاثوا في الأرض فساداً ولم يسلم من شرورهم لا البشر ولا الشجر ولا الحجر. بعد نجاح حملة تحرير الموصل وتحقيق الهزيمة النهائية للإرهابيين، بدأت الخطط الحكومية والدولية لإعادة الحياة للمدينة عبر تنفيذ مشاريع إعادة إعمار شملت الخدمات والمباني والمشافي والطرق والمطار وتنظيف المدينة من الألغام التي تركها المجرمون في الموصل.

جرائم غير مسبوقة

في العاشر من تموز / يوليو، احتفل العراقيون وأهالي الموصل تحديداً بالذكرى الثامنة لتحرير الموصل من دنس الإرهاب وتحرير المدينة من الظلاميين الذين عاثوا فيها فساداً. يتذكر سكان المدينة هذه المناسبة بفخر حين هزمت القوات العراقية الإرهابيين وطاردتهم من حي إلى حي ومن شارع إلى شارع حتى تحقق النصر النهائي. لا يمكن إغفال الدعم القوي الذي قدمه التحالف الدولي للقوات العراقية بكل صنوفها ولا يمكن إغفال الدعم الشعبي الذي قدمه العراقيون لحملة التحرير حيث تطوع العراقيون بكل انتماءاتهم للقتال حين جسّد العراقيون، عبر هذه الحملة، مفهوم الوحدة الوطنية على أرض الواقع. خلال ثلاثة أعوام من سيطرة الإرهابيين على المدينة، تعرض الأهالي خلالها إلى شتى أنواع الاضطهاد والتعذيب إضافة إلى التخريب المنظم للبنى التحتية وإيقاف كل مفاصل الحياة الاقتصادية والخدمية في المدينة. خلال تلك الفترة، فرض الإرهابيون حكماً وحشياً تخللته جرائم غير مسبوقة بحق المدنيين تمثلت في الإعدامات، السبي، العبودية، قتل المدنيين ورميهم في مقابر جماعية، تهجير الأقليات الدينية والعرقية وتدمير المواقع التاريخية ومباني جامعة الموصل وتدمير الكنائس والجوامع وسرقة آثار المحافظة. لم تقتصر جرائم التنظيم الإرهابي خلال السنوات الثلاثة المظلمة على القتل المباشر بل شملت أيضا نهب الممتلكات العامة والخاصة والتجويع والتضييق على المدنيين وفرض قوانين متشددة عليهم أدت إلى حرمانهم من أبسط الحقوق والحريات الشخصية.

قبيل بدء حملة تحرير الموصل بعدة أسابيع، بدأ الإرهابيون تنفيذ سياسة “الأرض المحروقة” والتي تضمنت تدمير مدارس ومستشفيات ومحطات تصفية المياه ومحطات الكهرباء وباقي مكونات البنى التحتية في المحافظة. في 21 حزيران / يونيو من عام 2017، أقدم التنظيم الإجرامي على تفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الأول للخليفة المزيف، أبو بكر البغدادي، الذي قُتل في غارة أمريكية عام 2019.

الموصل تنهض من جديد

بعد تحرير الموصل وإنجاز هزيمة الإرهابيين النهائية في العراق، بدأت الخطط المؤسساتية العراقية وبالتعاون مع منظمات دولية والتحالف الدولي بهدف إعادة إعمار المدينة والمحافظة بشكل عام وتضميد الجراح التي نتجت عن فترة الإرهاب المظلمة. بدأت السلطات العراقية والحكومة المحلية في محافظة نينوى في تنفيذ خطة إعادة إعمار شاملة واسترجاع الخدمات الأساسية كالكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والطرق العمومية. توجهت الجهود الحكومية والمنظمات الدولية إلى إعادة إعمار مباني جامعة الموصل بهدف إعادة فتحها للطلبة وإزالة أثار التخريب التي تركها المجرمون في الجامعة. إضافة إلى عملية تنظيف المحافظة من الألغام، تمت عملية إعادة إعمار المنارة التاريخية وجامع النوري والكنائس التي طالتها معاول الإرهابيين الشريرة التي لم تقدم للمنطقة وأهلها غير الإجرام والخراب. المصادر الرسمية تؤكد تحقيق النجاح في عملية إعادة الإعمار وأن العمل يتواصل على إعادة مطار الموصل للعمل في المستقبل القريب كما أن عملية إعادة تأهيل المشافي لم تتوقف، حتى هذه اللحظة، إضافة إلى عملية بناء مستشفيات جديدة تتناسب مع كثافة المحافظة السكانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *