كلمات دالّة: المكتبة المركزية في جامعة الموصل, جامعة الموصل, جامعة الموصل كلية العلوم, وزارة التعليم العالي, العهد العباسي, العهد الأموي العراقية, الدولة الاسلامية في العراق والشام, داعش, جرائم داعش, حقيقة داعش
20 يناير 2023
بالرغم من ادعائهم تطبيق الشريعة وتعاليم الإسلام، لم يتأخر عناصر داعش عن تدمير المكتبة المركزية في جامعة الموصل بعد احتلالهم للمدينة في حزيران \يونيو 2014. تأسست هذه المكتبة بعد التأسيس الرسمي لجامعة الموصل عام 1967 لتكون معلماً مهماً ضمن مؤسسات الجامعة ولتساهم في العملية التعليمية بشكل فعال واحتلت صورة مشرقة في ذاكرة الطلبة والأساتذة الذين أخذوا من رفوفها الكثير من الكتب التي ساعدتهم في بحوثهم الجامعية.
كانت المكتبة، قبل وصول الظلاميين، تحتوي على أكثر من مليون كتاب إضافة لوثائق مهمة تشمل وثائق صادرة عن أول حكومة عراقية في القرن العشرين حتى 2014 عام وصول أتباع الخلافة المزيفة إلى الموصل. من كنوز هذه المكتبة، مراجع تاريخية تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر إضافة لمخطوطات تعود للعهدين العباسي والأموي لكن عناصر داعش رموا هذه الكنوز، التي تجاوزت المليون كتابا، إلى النار بلا أسف أو اعتبارها من كنوز الجامعة التي ستستفيد منها الأجيال القادمة. المسافة بين عناصر هذا التنظيم ونور المعرفة والتحضر كالمسافة بين الثرى والثريا والشكوك كثيرة بأن عناصر داعش لم يطلعوا على القرآن الكريم وربما قرأوه ولم يفهموا منه شيئا.
مع اقتراب الذكرى السادسة لتحرير الموصل في شهر تموز \يوليو القادم، تستمر الجهود الحكومية وإدارة الجامعة بالتعاون مع منظمات محلية ودولية في إعادة تأهيل المكتبة المركزية في جامعة الموصل. إدارة المكتبة صرّحت بأن العمل لا يتوقف من أجل الوصول إلى عدد الكتب التي كانت على رفوف المكتبة قبل 2014 وتخطيه عبر جلب المزيد من الكتب سواءً بشراء المزيد أو فتح الأبواب لمتبرعي الكتب من أبناء المدينة أو من خريجي الجامعة السابقين أو من المنظمات الخيرية المحلية والدولية.
الطلاب والأساتذة في الجامعة متفائلون بالجهود التي تبذلها إدارة المكتبة والجامعة من أجل استرجاع دور المكتبة المركزية السابق والتي كانت محطة في الجدول اليومي لكل طالب في الجامعة. أحد الطلبة أكد أن المكتبة المركزية تستمر في مقاومة الظلاميين في جلب المزيد من الكتب إلى رفوفها من أجل نشر ثقافة الحياة في مواجهة العنف والتطرف.