• الأحد. نوفمبر 24th, 2024

بعد بضعة أيام من سيطرة داعش على الموصل وتكريت في حزيران / يونيو من عام 2014، حاول عناصر التنظيم السيطرة على الضلوعية التابعة لمحافظة صلاح الدين (58 شمال بغداد-العراق)) لأهميتها الاستراتيجية وفشلوا. حسب شهود عيان، رفضت عشائر الضلوعية في العاشر من حزيران / يونيو 2014 تسليم بعض الضباط الحكوميين إلى عناصر داعش وهنا بدأ الخلاف بين القبائل وأتباع البغدادي والذي تطور بسرعة إلى صدام مسلح.

قبائل الضلوعية

الجرائم التي ارتكبها التنظيم في الموصل والمدن والبلدات الأخرى وصل صداها إلى سكان الضلوعية وريفها. في الأيام الأولى، عرف سكان المنطقة في أي خندق يقفون وأدركوا أيضا أن البروباغندا التي يستخدمها التنظيم قائمة على الكذب والخداع وأن البغدادي هو محض “خليفة مزيف” وأتباعه لا يمارسون سوى جرائم وحشية باسم دين بعيد جدا عن الإسلام. قبيل وصول عناصر التنظيم إلى هذه المدينة، قتلوا منتسبي الجيش والشرطة وموظفي الحكومة في الموصل وتكريت إضافة إلى المدنيين العزل وحاولوا تكرار الأمر في الضلوعية وريفها لكن القبائل في هذه الأوقات قررت القتال بوجه الإرهاب ومنع عناصر التنظيم من السيطرة على مدينتهم.

حسب تصريح محافظ صلاح الدين يوم 14 حزيران / مايو 2014: ” عشائر الضلوعية انتفضت وباشرت في تطهير المدينة من فلول تنظيم داعش وذلك بالتنسيق مع المحافظة والقوات الأمنية.” تصاعدت الاشتباكات بين العشائر وداعش وفي إحدى المعارك استطاعت قبائل الجبور تكبيد التنظيم خسائر كبيرة وصلت إلى قتل 32 عنصرا بعد تفجير عناصر التنظيم للجسر الرئيسي في المدينة. لم تتوقف جرائم التنظيم بحق سكان المدينة وأبناء القبائل فقد فجر عناصره 20 منزلا في شرق المدينة تعود ملكيتها لشيوخ عشائر وضباط ومنتسبي الشرطة وقاموا أيضا بتفخيخ 20 منزلا في منطقة الخزرج في شرق الضلوعية. أحمد عيسى جاسم ميكانيكي من قبيلة الجبور والذي اشتهر بكونه القناص الذي استهدف قادة داعش خلال المعارك التي دارت في الضلوعية. يقول أحمد: “هؤلاء إرهابيون، فحاربناهم. هم لا يستثنون أحداً، يقتلون النساء والأطفال والعجائز ويخرجونك من الدين إن أرادوا.”

ضمن جهود عشائر المنطقة في مقاومة الإرهاب، تصدت عشائر الجبور والبو جواري في أيلول / سبتمبر 2014 هجوما لتنظيم داعش وأسفر عن مقتل 28 إرهابيا حسب تصريحات مسؤولين حكوميين لشبكة سكاي نيوز. في تشرين أول / أكتوبر من عام 2014، صرح مسؤولون عراقيون أن عشيرة الجبور العربية السنية قد صد هجوما لداعش على الضلوعية من ثلاث جهات وأسفر عن سقوط 14 قتيلا في محاولة من عناصر التنظيم للسيطرة على حي يحمل أسم القبيلة. خلال الصراع بين داعش والقبائل، تمكن رجال عشيرة الجبور في المدينة خلال شهر أيلول / سبتمبر من العام ذاته من القاء القبض على أبو عبد الله الشمري أحد قادة داعش في المنطقة وقتله وهذه العملية ساهمت في إضعاف الروح المعنوية لدى عناصر التنظيم حتى الهزيمة النهائية التي حدثت في كانون الأول / ديسمبر من العام ذاته بإسناد من القوات الحكومية العراقية والتحالف الدولي. ففي تصريح صدر من ضابط عراقي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية في كانون الأول / ديسمبر 2014 أكد أن عشائر الضلوعية قد نسقت مع القوات الحكومية في فك الحصار الذي كان عناصر داعش قد فرضوه على المدينة وبعدها تحقق النصر النهائي وهزيمة الإرهاب والذي دفع سكان المدينة إلى الخروج إلى الشوارع احتفالا بالنصر والحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *