• السبت. أبريل 12th, 2025

متحف يوثق مجزرة الشعيطات

أبريل 10, 2025 #سوريا

ارتكب التنظيم الإرهابي في شهر آب / أغسطس عام 2014 مجزرة لا يمكن نسيانها بحق قبيلة الشعيطات في ريف دير الزور في سوريا.

صورة | https://bissanfm.com/

تعتبر هذه المجزرة من أكبر جرائم القتل الجماعي في سوريا وسقط ضحيتها 814 قتيلا ولم تحصل على توثيق يناسبها إلا مؤخرا من قبل باحثيّن سوريين وقام متحف متخصص بسجون التنظيم الإرهابي بتقديم الوثيقة للناس والإعلام والقضاء. تضمنت هذه الوثيقة دراسة موسعة عن مجزرة الشعيطات وخلفياتها ونتائجها ومجرياتها يوماً بيوم وما رافقها من عنف وحشي. أكدت إدارة المتحف أن الغاية من عرض هذه الوثيقة ومن افتتاح المتحف بصورة عامة هو تذكير الأجيال القادمة بجرائم الإرهابيين وتذكيرهم بأهمية الابتعاد عن العنف وأهمية العيش بأمن وآمان بهدف تحقيق الازدهار والسلام في المنطقة.

صورة | commons.wikimedia.org

تفاصيل لا يمكن نسيانها

بهدف توثيقها وتقديمها للقضاء وللأجيال القادمة، قدم باحثان سوريان ملفاً تضمن دراسة موسعة عن المجزرة ونشر “متحف سجون داعش” هذه الوثيقة المهمة. تعتبر هذه المجزرة الأكبر على يد الإرهابيين خلال فترة صعود تنظيمهم في سوريا وقد خلّفت آثاراً لا تُمحى مِنْ ذاكرة عشيرة الشعيطات والذاكرة الجمعيّة للسوريين بصورة عامة. في هذه الوثيقة المهمة / الملف، قام الباحثان بتنظيم جميع البيانات الصادرة عن ضحايا المجزرة وتحليلها وربطها ببيانات المقابر الجماعية بالاعتماد على عشرات المقابلات المصوّرة أو الصوتية مع أهالي الضحايا والناجين وشهود من أفراد العشيرة. إضافة إلى ذلك، يقدم هذا الملف تفاصيل لا يمكن نسيانها عن كل ما تعلق بالمجزرة من انتهاكات مختلفة تمثّلت في الاعتقالات والتعذيب والإعدامات في عشرات السجون التي أنشئت خصيصاً لأبناء العشيرة. من التفاصيل المهمة أيضا هو وجود ثلاثة مواقع احتجاز أسسها الإرهابيون في مناطق العشيرة المنكوبة استنادا لشهادات تسعة من الناجين. يتضمن الملف أيضا قائمة بـ 20 موقعاً اكتشفت فيها مقابر جماعية احتوت على جثامين أبناء القبيلة من الذين تم قتلهم على يد الإرهابيين بطرق مختلفة في الفترة الممتدة من يوم 3 إلى يوم 30 من شهر آب/ أغسطس من عام 2014. يقدم الملف 19 شهادة مسجلة بالفيديو و تسجيلات صوتية للناجين أو لذوي الضحايا.

تذكير الأجيال القادمة

بالرغم من مرور أكثر من 10 أعوام على تلك المجزرة، مازالت العديد من جوانب هذه الجريمة غير واضحة ولم تحصل على دراسات كافية وتوثيق منهجي مع غياب للبيانات الدقيقة المتعلقة بالضحايا. بكلمات أخرى، هذا الملف / الوثيقة هو محاولة جادة لإعادة التوثيق وتوفير أدلة ملموسة للجهود القانونية المستقبلية التي ستنصف ضحايا تلك المرحلة وتلاحق المجرمين عبر القنوات القضائية. تعاون هذا المتحف مع “رابطة عائلات ضحايا الشعيطات” والباحثيّن لإكمال مسح ميداني لأعداد الضحايا وأسمائهم كما قدمت الرابطة للملف /الوثيقة مجموعة من الوثائق والصور التي ساعدت في بناء قاعدة بيانات متكاملة عن المجزرة. أكد مدير المتحف أنه، مع زملائه، يعملون على جمع الشهادات الحيّة وتحليل الأدلّة الجنائية وتوثيق قصص الضحايا وعائلاتهم بهدف تسليط الضوء على جرائم الإرهابيين وتثبيتها في التاريخ الوطني للبلد. أضاف المدير أن المتحف يقوم بمهمة تذكير الأجيال القادمة بجرائم الإرهابيين وأهمية الابتعاد عن العنف والعيش بأمان من أجل إيصال المجتمع إلى حالة الازدهار والسلم الأهلي كما أن هذا المتحف مفتوح للمواطنين والباحثين والإعلاميين كي لا يتم نسيان جرائم الإرهابيين الوحشية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *