• الخميس. يونيو 5th, 2025

مدينة الحُديدة اليمنية …بينَ الماضي والحاضر

يونيو 5, 2025 #الحديدة, #اليمن

تقع مدينة الحديدة اليمنية على ساحل البحر الأحمر ، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي (226) كيلو متراً.

 مدينة الحديدة

وتسمى ايضاً بعروس البحر الأحمر، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز. وتعد الزراعة النشاط الرئيسي لسكان الحديدة، حيث تحتل المركز الأول بين محافظات اليمن في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية، ومن أهم المحاصيل الزراعية الخضروات والفواكه والأعلاف فضلاً عن نشاط الاصطياد السمكي، بحكم أن المحافظة تطل على شريط ساحلي طويل غني بالأسماك والأحياء البحرية كماً ونوعاً. والنشاط التجاري في الحديدة متميز من خلال الاستيراد والتصدير. تحوي أراضي المدينة على بعض المعادن الصناعية المهمة مثل: الجرانيت، الرمال السوداء، السيراميك، الملح الصخري، الجبس وبعض المعادن الطينية الأخرى. كذلك تتمتع الحديدة بمعالم سياحية تاريخية متنوعة بالإضافة إلى معالمها الاثرية الأسلامية وخصوصاً في مدينة زبيد التاريخية.

بعدَ سيطرة ميليشيا الحوثي بدعم ايراني على مدينة الحديدة وأجزاء أخرى من اليمن, قامو بتحويل هذه المدينة الجميلة التي تمتلك كل مقومات التطور والأزدهار إلى صندوق ضخم لتمويل نشاطهم الحربي نيابة عن ايران حتى أصبحت المدينة من أفقر مدن اليمن ويعيش سكانها في فقر وجحيم حقيقي. ووفقاً للإحصاءات الأممية, فقَد وصَلَ معدل الفقر في الحديدة إلى 80%، وصنفها تقرير مؤقت للأمن الغذائي عام 2019 بأنها ذات أعلى معدلات للفقر في اليمن. وعلى المستوى الزراعي، كانت الحديدة تَحتل المركز الأول بين محافظات اليمن في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية وبنسبة تصل إلى 28.6% من إجمالي الإنتاج، إلا أن الكثير من المزارع تحولت في زمن المليشيات المسلحة إلى معسكرات مفتوحة مدججة بالسلاح.
أن أطلالة الحديدة على الشريط الساحلي الطويل الغني بالأسماك والأحياء البحرية, جَعلها من أبرز المدن اليمنية الغنية بالثروة السمكية، لكن بعدَ سيطرة مليشيات الحوثي عليها. قامت الميليشيا بحضر اصطياد السمك في 19 موقعا ساحليا، حيثُ تستخدم الميليشيا 8 مواقع أخرى في النشاط العسكري وعمليات التهريب وحولتها لثكنات عسكرية, مما هدد سبل العيش لأكثر من 330 ألف صياد من السكان المحليين.

 مدينة الحديدة

تم وصف الحديدة بـ”رئة الحوثيين” على البحر الأحمر ومنجم ذهب بالنسبة لهم نظراً لما تتمتع به هذه المدينة من ثروات متنوعة تمَ الأستيلاء عليها بعدَ سيطرة الحوثي. حيثُ تُعتبر مصدر تمويل مالي كبير لهم يجنون من مينائها مليارات الدولارات سنويا وهي أموال يستخدمها الحوثي لزيادة ثراء قادتهِ ومحاصرة اليمنيين الأبرياء بعمليات القمع المستمرة لمعارضيه وتنفيذ الهجمات المسلحة على سفن الشحن العالمية تنفيذاً للأجندة الأيرانية.

من جهة أخرى، حولت مليشيات الحوثي مساحات شاسعة من الحُديدة الى حقول الغام يقدر عددها بـ88 54 حقلاً بلغت مساحتها 268.79 كيلومتر مربع و36 مساراً ملغوماً بلغ 191.91 كيلومتر في أبشع جريمة يمكن وصفها. حيثُ تحتل الحديدة العدد الأكبر من حيث أعداد ضحايا الألغام وعدد الحقول وتوزيعها المكاني، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان الذين كانوا المستهدفين بوجه مباشر، أو ما كان لهذه الحقول من تبعات تسببت في حرمانهم من سبل العيش أو حتى حرية التنقل والسفر بين مديريات المحافظة وجعلتهم تحت دائرة المهددين بالموت. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة رصد للحقوق والحريات في الحديدة، فقد تسببت الألغام والأجسام القابلة للانفجار في إغلاق 63 منشأة صناعية وعدم مقدرة وصول ملاكها بسبب تطويقها بحقول الألغام وعدم نزع تطهير أي من تلك المنشآت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *