أعلن العراق في مطلع هذا الشهر عن تحقيق الإكتفاء الذاتي من مادتي زيت الغاز والكيروسين “النفط الأبيض”، وتعتبر هذه إحدى الخطوات الكثيرة التي إتخذتها الحكومة العراقية في خطتها لإنهاء ملف حرق الغاز وإيقاف هدر مليارات الدولارات بسبب حرق ما يُقدّر بــ 17.8 مليار متر مكعب من الغاز خلال 2022، حيث حلّ العراق في المركز الثالث بقائمة أكثر الدول حرقاً للغاز، حيث يتم حرق عشرة أضعاف الكميات التي يستوردها من إيران.

يهدف العراق إلى إيقاف حرق الغاز كلياً وإستثمارهُ بحلول عام 2028 ودخول سوق مُصدّري الغاز العالمي خلال السنوات الثلاثة القادمة بعد أن يصبح مُكتفي ذاتياً، وأكد خُبراء الطاقة عن إمكانية تنفيذ هذا ”الإنجاز العظيم” كون العراق في المرتبة الثانية عشر عالمياً بإحتياطي لغاز وهذا سيجعلهُ بين أعلى مصاف الدول المُصدّرة. وبالفعل إتخذّ العراق خطوات إستثمارية لِمشاريع كبيرة مُرتقبة سُتمكنه من إنتاج غازاً يُعادل إربعة أضعاف الغاز الإيراني المُستورد. حيث تعاقدت الحكومة العراقية مع كُبرى الشركات العالمية لإستثمار العديد من حقول النفط والغاز، والذي سيوصل العراق الى مرحلة من الإكتفاء الذاتي ستُمكنه من التوقف عن إستيراد الطاقة من إيران، بالإضافة الى إستقرار المنطقة وتحسّن إقتصادي كبير سيخدم العراقيين.
ولكن الهجمات والإعتداءات “من هجوم بالصواريخ الباليستية أو الطائرات المُسيّرة” على حقول النفط والغاز والتي تقوم بها الميليشيات الخارجة عن القانون تسببت في زعزعة الوضع الأمني في العراق وعدم إستقرار إستثماري في المنطقة، وبالتالي تعطيل عمل تلك الحقول مع الكثير من الإستثمارات وأجبرت الشركات الإستثمارية الأجنبية على مُغادرة البلاد لإسباب أمنية مما أدت الى خسارات بمليارات الدولات.

إن التخلص من تلك الميليشيات الولائية والمجاميع المُسلّحة سيؤدي إلى إستقرار الوضع الأمني في العراق والمنطقة وسيُشجع العديد من الشركات الأجنبية للتنافس على الإستثمار في العراق وزيادة موارده وتحسين الإقتصاد.