اشتدت المنافسة بين البنوك في مصر خلال الأشهر الأخيرة على استقطاب شريحة كبار العملاء أو ما يطلق عليهم ” المليونيرات”، بهدف تدعيم قاعدة عملائهم وضمان مستويات سيولة أكبر بتكلفة أقل.
كما رفعت بعض البنوك الحد الأدنى لإجمالي أرصدة العملاء التي تنضم لإدارات الثروات بمعدلات بلغت 50%، وذلك بعد تآكل قيمة المدخرات بفعل التعويم وارتفاع مستويات التضخم.
في حين أعادت بنوك أخرى تقسيم فئات كبار العملاء داخل إدارة الثروات لفئات متدرجة، وفقا لإجمالي أرصدة مدخرات كل عميل.
اقتصاداقتصاد ليبيامصرف ليبيا المركزي يوقف أعماله بالكامل بعد اختطاف أحد مسؤوليه
متى تصبح من كبار العملاء بالبنوك؟
أظهر مسح أجرته “العربية Business” تراوح الحد الأدنى لأرصدة عملاء إدارات الثروات في البنوك بشكل عام بين مليون و5 ملايين جنيه.
بينما صممت بنوك كبرى برامج متعددة للعملاء “الأكثر ثراءً” كالبنك الأهلي المصري والذي حدد فئة عملاء “بلاتينيوم بلس” من 5 ملايين جنيه وحتى 20 مليون جنيه، وكذلك شريحة “بلاتينيوم إيليت” بحد أدنى 20 مليون جنيه فأكثر.
كما صمم بنك أبوظبي الإسلامي برنامجا لكبار العملاء أو “النخبة” بحد أدنى للمدخرات 20 مليون جنيه فأكثر.
وفي نفس الوقت تستمر البنوك في تقديم منتجات إدارة الثروات للعملاء “الأقل ثراءً” والذين تتراوح الحدود الدنيا لأرصدة حساباتهم المصرفية بين 200 ألف ومليون جنيه.
ورفع البنك التجاري الدولي بعد تعويم مارس الماضي شريحة مدخرات كبار العملاء من مليون جنيه إلي مليون ونصف.
وقال مسؤول تجزئة مصرفية بأحد البنوك لـ “العربية Business” إن البنوك رفعت أرصدة حسابات شريحة كبار العملاء بمعدلات تراوحت بين 50 و100% منذ بداية العام الماضي.
وأوضح أن اشتراط البنوك لقيمة مدخرات أكبر كي ينضموا لكبار العملاء، بسبب تآكل قيمة العملة المحلية بعد إجراء أكثر من تعويم.
وأكد أن كبار العملاء من أكثر الشرائح التي تتنافس على اجتذابها البنوك، لما توفره من تكلفة تشغيل، كما أنها تضمن سيولة كبيرة ومتزايدة بشكل مستمر، كما أن عملاء الثروات في معظم الأحيان يطلبون خدمات مصرفية متكاملة.
وأضاف أنه على الرغم من ارتفاع التضخم في مصر وتراجع قيمة العملة، إلا أن عدد الأثرياء في تزايد مستمر، واحتياجاتهم لمستويات خدمات مصرفية متطورة أمر دائم.
ويقطن مصر أكثر من 15700 مليونير، منهم 7200 شخص ثرواتهم تتجاوز مليون دولار يسكن عاصمتها القاهرة، بالإضافة إلى 52 “سينتي مليونير” أو – مليونيرات تتجاوز ثرواتهم 100 مليون دولار – منهم 30 سينتي مليونير في القاهرة، وفقاً لتقرير حديث من شركة “هينلي آند بارتنرز المتخصصة في مجال الإقامة والمواطنة عن طريق الاستثمار.
كيف تتنافس البنوك على جذب كبار العملاء؟
يسعى كل بنك لإتاحة مميزات ينفرد في تقديمها لعملائه من الأثرياء، فعلى سبيل المثال يتيح البنك التجاري الدولي حسابات توفير لكبار العملاء بفائدة تصل 17%، في حين يعفي البنك الأهلي المصري كبار العملاء من 50% من رسوم التحويلات البنكية داخل مصر بالجنيه، بجانب إصدار دفاتر الشيكات مجاناً، وتخصيص صالات استقبال داخل البنوك مجهزة وذات خدمة فورية.
بينما تقدم كل من بنوك أبوظبي الإسلامي ومصر والأهلي المتحد وعدد من البنوك الخاصة الكبرى خدمات الاستشارات المالية، وإصدار بطاقات الائتمان مجاناً، بمميزات تتيح دخول صالات كبار الزوار بالمطارات، والإعفاء من مصروفات كشف الحساب والتحويلات بالجنيه في الداخل.
وكذلك صممت بعض البنوك منتجات ادخارية كالشهادات وحسابات التوفير لأصحاب الثروات تتيح لهم أسعار فائدة مرتفعة نسبيا، مقارنة بالعائد على المنتجات للعملاء الأخرين.
كما تفرض البنوك أسعار فائدة منخفضة على قروض كبار العملاء باعتبارهم أقل مخاطر، وأكثر ملاءة مالية.