سارع المستثمرون إلى شراء عملات الملاذ الآمن، ومن بينها الدولار والفرنك السويسري والين بعدما أعلنت روسيا عن قرار مفاجئ يتضمن تحديث عقيدتها النووية.
وقال الكرملين إن الهدف هو جعل الأعداء المحتملين يدركون أن الرد على أي هجوم يستهدف روسيا أو حلفاءها أمر حتمي.
وقفز الين 0.7% مقابل الدولار و1.2% إلى 161.50 مقابل اليورو ليصل إلى أعلى مستوى له في عدة أسابيع عديدة مقابل العملة الموحدة.
وهبطت العملة اليابانية بنحو 7% منذ أكتوبر/تشرين الأول وتراجعت متجاوزة مستوى 156 ينا للدولار للمرة الأولى منذ يوليو/تموز في الأسبوع الماضي مما دفع المتعاملين للتأهب لأي تدخل من السلطات اليابانية لدعم العملة.
وارتفع الفرنك السويسري 0.4% إلى 0.9318 مقابل اليورو بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ أوائل أغسطس/آب عند 0.9305.
وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.3% إلى 106.53. وبلغ الأسبوع الماضي أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عند 107.07.
وارتفع الدولار بأكثر من 2% منذ بداية الشهر وحتى الآن، مدعوما بتراجع التوقعات حيال مدى خفض أسعار الفائدة وعلى خلفية تكهنات بأن سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تشمل فرض رسوم جمركية والحد من الهجرة وخفض الضرائب الممولة بالديون ستؤدي إلى تضخم في الاقتصاد الأميركي.
وينتظر المستثمرون أيضا بيانات الأجور المتفاوض عليها في منطقة اليورو والمقرر صدورها غدا الأربعاء وكذلك مؤشرات مديري المشتريات في المنطقة يوم الجمعة، والتي قد يحسم بها البنك المركزي الأوروبي قراره في ديسمبر/كانون الأول.
وترجح الأسواق خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس مع توقعات بنسبة تقل عن 20% بخفضها 50 نقطة أساس، وهو احتمال لا يزال بعض المحللين يرونه قائما.
ونزل اليورو 0.4% إلى 1.0553 دولار من أدنى مستوى له منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي بلغه الأسبوع الماضي عند 1.0496 دولار.
وسجل الدولار الأسترالي في أحدث التعاملات 0.6494 دولار.
وقدم بنك الاحتياطي الأسترالي دعما غير مباشر من خلال التأكيد على استبعاد أي خفض في أسعار الفائدة قريبا بل إنه قد يضطر لرفعها وفقا للظروف.
قال المدير الإقليمي لشركة أوربكس الشرق الأوسط محمد المريري، إن هناك حركة كلاسيكية في الأسواق مع توجه المستثمرين نحو عملات الملاذات الآمنة والتي تحقق أداء إيجابيا في ظل الصراعات الجيوسياسية.
وأضاف المريري، في مقابلة مع “العربية Business”، أن التوترات الجيوسياسية والتطورات بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لبرنامج الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهو ما يدعم حالة عدم اليقين في الأسواق ما يدعم تحركات المستثمرين.
وأشار إلى زيادة التوقعات باتجاه الفيدرالي الأميركي إلى تثبيت سعر الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، مع بقاء احتمالية الخفض قائمة.