شهدت أسعار صرف الريال اليمني انهياراً حاداً وغير مسبوق صباح اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025، حيث سجل تراجعاً كبيراً مقابل الدولار الأمريكي والريال السعودي واليورو، وذلك في تعاملات السوق السوداء ومحلات الصرافة بالعاصمة المؤقتة عدن، مما أثار مخاوف واسعة بين السكان وأدى إلى ارتفاع فوري في أسعار السلع الأساسية.

يعكس هذا الانهيار المتسارع في قيمة الريال اليمني حالة من الهشاشة الاقتصادية العميقة التي تعصف بالبلاد، والتي تتفاقم جراء استمرار الصراع وتداعياته، مما يؤدي إلى تآكل الثقة في العملة الوطنية وتزعزع الاستقرار المالي.
يواجه سكان عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، أزمة معيشية حادة جراء التقلبات العنيفة في أسعار الصرف، حيث يضطرون إلى التعامل مع ارتفاع جنوني في تكاليف المعيشة، وتراجع القدرة الشرائية، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
وقد بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي مستويات قياسية، حيث وصل سعر الشراء إلى 2312 ريالاً والبيع إلى 2315 ريالًا، مما يشير إلى فجوة متزايدة بين العرض والطلب على العملات الأجنبية، ويعكس حالة من الذعر والتخوف في أوساط المتعاملين في السوق.
بينما يُشترى الريال السعودي بسعر 605 ريالات ويُباع بسعر 607 ريالات. مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على السكان.
أما في صنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة تحت سيطرة جماعة الحوثي الموالية لإيران، فليس الوضع ليس حال.
المصدر | yemen-press.net/
الريال اليمني: العملة الرسمية وتاريخها
يُعدّ الريال اليمني العملة الرسمية للجمهورية اليمنية، حيث كان ينقسم إلى 100 فلس، وهي وحدات نقدية صغيرة صادرة عن البنك المركزي اليمني. ومع ذلك، توقف تداول الفلس بشكل كامل بعد إعادة توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990، حيث تم التركيز على تداول الريال كوحدة نقدية رئيسية. وقد شهد الريال اليمني تقلبات كبيرة في قيمته على مر السنين، خاصة بعد التوترات السياسية والصراعات التي شهدتها البلاد. وقد أثرت هذه التقلبات بشكل كبير على الاقتصاد اليمني وحياة المواطنين.
يُعد الريال اليمني امتداداً للعملة التي كانت متداولة في الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي سابقاً) منذ عام 1962، حيث كان يمثل الوحدة النقدية الأساسية في ذلك الشطر من اليمن. ومع تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، تم اعتماد الريال اليمني كعملة رسمية موحدة للجمهورية اليمنية، وذلك بعد إلغاء الدينار اليمني الجنوبي الذي كان متداولاً في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي سابقاً). وقد شهدت العملة اليمنية تحولات وتطورات عديدة على مر السنين، بما في ذلك تغييرات في التصميم والفئات النقدية، وذلك بهدف مواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
فقد الريال أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار منذ مطلع 2015، فقد كان سعر صرف الدولار 215 ريال في 2014، وتسبب تداعي العملة في ارتفاع كبير للأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء بعض السلع الأساسية.
في سبتمبر 2016 أصدر الرئيس اليمني المقيم خارج البلاد عبد ربه منصور هادي قراراً بتعيين محافظًا للبنك المركزي ونقل مقره من صنعاء إلى عدن جنوبي البلاد
المصدر | ar.wikipedia.org