قلبت الكازاخستانية المولودة في روسيا إيلينا ريباكينا تأخرها أمام التونسية #أنس جابر المصنفة ثانية عالمياً وحرمتها من ان تصبح اول لاعبة عربية وافريقية تحرز لقب بطولة كبرى في كرة المضرب، بعدما هزمتها السبت في نهائي #ويمبلدون الإنكليزية على أرض عشبية 3-6 و6-2 و6-2.
وهذا اللقب الأول الكبير لريباكينا (23 عاماً ومصنفة 23 عالمياً)، المولودة في موسكو والتي اختارت حمل الوان كازاخستان عام 2018 بدلا من روسيا التي فُرض حظر على لاعبيها بالمشاركة في النسخة الحالية بسبب غزو أوكرانيا.
وكانت جابر على موعد مع التاريخ في ثالثة البطولات الأربع الكبرى، وبدأت المواجهة بشكل رائع محرزة المجموعة الأولى 6-3، لكنها اكتفت باربعة اشواط في المجموعتين الثانية والثالثة، حيث بسطت ريباكينا هيمنتها، علما بان افضل نتيجة سابقة لها في البطولات الكبرى كانت ربع نهائي رولان غاروس 2021.
منحت كازاخستان اول لقب كبير في #التنس لدى الرجال والسيدات، بعد مباراة جمعت لاعبتين تخوضان اول نهائي كبير في مسيرتيهما.
مبتسمة، قالت جابر (27 عاماً) التي غابت عائلتها عن النهائي لعدم امتلاكها تأشيرات دخول الى بريطانيا “اتمنى العودة الى هنا، لكن دون مواجهة إيلينا. اشكر الجميع على دعمي خلال هذه البطولة. اتمنى عيداً مباركاً بحلول عيد الاضحى”.
أما ريباكينا التي اقصت الرومانية سيمونا هاليب بطلة 2019 من نصف النهائي، فقالت “كنت متوترة، وانا سعيدة لانتهاء المباراة. لم اشعر بهذا الاحساس من قبل. اشكر الجمهور للدعم الكبير. لم اكن اتوقع الوصول الى هنا لولا مساعدة فريقي”.
وتوجهت الى جابر “انت ملهمة للتونسيين والجميع. لقد قدّمت مباراة كبيرة”.
بداية قوية ثم تراجع
وحققت أنس انطلاقة رائعة في المجموعة الأولى، كاسرة ارسال ريباكينا مبكراً 2-1. بدت الكازاخستانية متوترة وتكاثرت اخطاؤها، فتمكنت جابر بلمسات “كروس” سحرية من التقدّم 3-1 بشوط نظيف على ارسالها.
دخولٌ على الشبكة، استقبالات مفاجئة وضربات “سلايس” منخفضة مزعجة، كادت تمنح جابر كسرا ثانيا، لكن ريباكينا صمدت بشوط طويل مقلصة الفارق الى 2-3.
حافظت جابر على ارسالها متقدمة 4-2، لكن ريباكينا بقيت ضمن دائرة المنافسة بفضل ارسالاتها القوية وضرباتها الامامية “فورهاند” مقلصة الفارق الى 3-4.
كسبت جابر ارسالها مجدداً 5-3 قبل ان تحسم المجموعة بكسر ثان لارسال خصمتها 6-3، مستفيدة من 17 خطأ مباشراً لريباكينا مقابل ستة للتونسية.
وللمرة الأولى في المباراة، خسرت جابر ارسالها مطلع المجموعة الثانية صفر-1 كان منعطفاً في النهائي، عزّزته ابنة موسكو بشوط ثان صعب 2-صفر.
وبصعوبة بالغة، قلّصت جابر الفارق إلى 1-2، محتفظة بآمالها في المجموعة الثانية، قبل ان تواصل ازعاج خصمتها بضربات الـ”سلايس” دون ان تنجح بكسر ارسالها في شوط طويل، رفعت فيه ريباكينا الفارق الى نقطتين للمرة الاولى 3-1.
دخلت ريباكينا تماماً في اجواء المباراة كاسرة ارسال جابر مرة ثانية 4-1، رافعة حظوظها بحسم المجموعة بعد ان عززت تقدمها بسهولة على ارسالها 5-1.
فقدت جابر تركيزها وارتفع منسوب اخطائها، وبرغم تقليصها النتيجة إلى 2-5، حسمت ريباكينا المجموعة 6-2.
وفي الثالثة الحاسمة، كررت ريباكينا بدايتها المثالية كاسرة ارسال خصمتها (1-صفر)، ثم فقدت أنس أعصابها مع تكرار فقدانها النقطة تلو الأخرى (2-صفر).
بارقة أمل وردّ فعل للتونسية التي قلصت الفارق على ارسالها 1-2، لكن افضلية الارسال صبّت لمصلحة ابنة موسكو (3-1).
أهدرت إيلينا كرة سانحة على الشبكة مفسحة المجال لجابر باستعادة ثقتها، بعد ان بحثت عنها على المدرجات حيث يقف زوجها كريم كمون ومدرّبها عصام جلالي (2-3)
واخيرا حبست انس الانفاس بكرة ميتة “دروب شوت” وضيقت الخناق على ارسال ريباكينا (صفر-30)، فاستغلت الوضع رافعة ذراعها نحو السماء بعد كرة ساقطة “لوب” جميلة (صفر-40)، لكن اللاعبة الفارعة الطول (1.84 م) عادلت بثلاث نقاط متتالية وسط لحظات مشوّقة على الملعب الرئيس.
حتى التحديات المتتالية التي طلبتها أنس كانت خارج خط الملعب، لتضمن ريباكينا الشوط وتعزّز تقدمها 4-2 بعدما كان الشوط في متناول ابنة قصر هلال.
تلقت جابر صفعة جديدة بخسارة ارسالها 2-5، وحاولت الردّ متأخرة فيما حسمت ريباكينا المجموعة 6-2 ولقب البطولة.
وخلفت ريباكينا الأسترالية اشلي بارتي المعتزلة بشكل مفاجئ هذا الموسم، بعدما كانت تتربع على صدارة التصنيف العالمي.
رائدة
وكانت جابر اصبحت اول افريقية في حقبة الاحتراف تبلغ نهائي بطولة كبرى، علما ان الجنوب افريقيات أيرين بيكوك (رولان غاروس 1927)، رينيه شورمان (استراليا 1959) وساندرا رينولدز (ويمبلدون 1960) بلغن نهائي بطولة كبرى في حقبة الهواة.
بفوزها في نصف النهائي على صديقتها الألمانية تاتيانا ماريا 6-2 و3-6 و6-1 اصبحت أول العرب، عند الرجال أو السيدات، وأول إفريقية في حقبة الاحتراف تبلغ نهائي بطولة كبرى.
كانت مصمّمة على الفوز بلقب البطولة الإنكليزية منذ العام الماضي، حين وصلت الى دورها ربع النهائي قبل الخسارة أمام البيلاروسية أرينا سابالينكا.
ولم تجد جابر صعوبة تذكر لتجاوز الأدوار الأربعة الأولى في بطولة هذا العام، قبل صعوبة في الدورين الماضيين حيث احتاجت الى ثلاث مجموعات للفوز على التشيكية ماري بوزكوفا ثم على صديقتها ماريا.
واتى وصولها الى نهائي ويمبلدون بعد مشاركة مخيبة في بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية بطولات الـ”غراند سلام”، حيث انتهى مشوارها عند الدور الأول، وبعد غيابها عن بطولة أستراليا المفتوحة بسبب الإصابة.
وكانت جابر من أبرز المرشحات للفوز بلقب رولان غاروس، لاسيما أنها كانت قادمة من تتويج بلقب دورة مدريد الألف على الملاعب الترابية ووصول الى نهائي دورة روما الألف أيضاً حيث خسرت أمام البولندية إيغا شفيونتيك الأولى عالمياً، لكن البولندية ماغدا لينيت أقصتها من الدور الأول.
وكانت مواجهة النهائي السبت الرابعة بين ريباكينا وجابر التي فازت باللقاءين الأخيرين بينهما عام 2021 في الدور الثاني لدورة دبي ونصف نهائي دورة شيكاغو، فيما فازت الكازاخستانية في الأولى عام 2019 في الدور الثاني لدورة ووهان الصينية.