• الأربعاء. مايو 21st, 2025

مع دنو موسم الزفاف.. سوق الذهب في الجزائر يتفادى تقلبات الأسواق العالمية

مايو 21, 2025 #الجزائر, #الذهب

مع اقتراب موسم الزفاف والاحتفالات الاجتماعية، يُتوقع ارتفاع أسعار المعادن النفيسة في الجزائر، خاصة الذهب الذي يُعدّ الهدية المفضلة للجزائريين، وفقًا لتقديرات الخبراء، وذلك رغم التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية.

الصورة-commons.wikimedia.org

“لحدايد للشدايد”، مقولة تتردد بين النساء الجزائريات منذ عقود، وتعني ادّخار المعادن للأوقات العصيبة. فالذهب، إلى جانب كونه معدنًا ثمينًا يُقدم في المناسبات والأعياد، يمكن بيعه عند مواجهة ضائقة مالية.

هذا التقليد ترسّخ في أذهان الأسر الجزائرية، خاصة النساء اللواتي اعتدن ادّخاره منذ الصغر، سواء كهدية لنجاحهن في الدراسة، أو كإرث من جداتهن أو أمهاتهن، أو كأول هدية يتلقينها خلال الخطوبة أو الزواج.

معدن للزينة ووسيلة للادّخار

في هذا السياق، تحدثت فاطمة.ل لـ”العربية.نت” عن أسباب تعلّقها بالذهب كزينة وكوسيلة للادّخار، قائلة: “منذ طفولتي، كنت أسمع جدتي تنصح أمي بالحفاظ على مجوهراتها الذهبية وعدم التفريط بها، وتردد قائلة: ‘احمي نفسك وأولادك’، في إشارة إلى أهمية هذا المعدن كادّخار للأوقات الصعبة. منذ ذلك الحين، بدأت أجمع كل قطعة ذهبية تُهدى إلي، بل وأحوّل أي مبلغ مالي كبير أحصل عليه إلى ذهب لادّخاره. فبينما تتدنى قيمة العملة، يظل الذهب محتفظًا بقيمته”.

وقالت السيدة نسيمة.د: “أعشق الذهب لأنه ببساطة رائع، ولا أتخيل امرأة جزائرية لا تتزين به في المناسبات والأعياد. مثلما يحب الرجل الجزائري الفضة، لا تستغني المرأة عن الذهب”.

قيمة اقتصادية واجتماعية راسخة

من جانبه، أوضح المختص في علم الاجتماع، عبد الحفيظ صندوقي، أن “الذهب يُعد العملة المفضلة للجزائريين، لما له من أبعاد ثقافية واجتماعية، إلى جانب القيمة الاقتصادية”.

وأضاف صندوقي في حديثه لـ”العربية.نت”: “تعتبر الجزائريات منذ القدم أن الذهب هو أثمن المعادن، وبالتالي فإن الرجل الذي يهديهن ذهبًا يظهر أعلى درجات الحب والتقدير”.

وأشار إلى أن “تثبيت ثقافة الذهب في العادات الجزائرية يتضح من خلال تنوع المجوهرات الذهبية مثل ‘كرافاش بولحية’، و’محزمة اللويز’، و’خيط الروح’، و’لمخبل’ وغيرها، التي لا غنى عنها للنساء الجزائريات في أعراسهن، حسب المناطق”.

وعن البعد الاجتماعي، أضاف: “تتباهى النساء الجزائريات بالذهب الذي يتزينن به في المناسبات، ويعتبرنه عنصرًا أساسيًا لحضور الاحتفالات الكبرى. بل إنهن قد يستأجرنه إذا لم يمتلكن ما يكفي، لأنه رمز للرفاهية والمكانة الاجتماعية”.

وأكد صندوقي أن القيمة الأبرز للذهب تكمن في “قيمته الاقتصادية المرتبطة بالخلفية الاجتماعية. فقد كانت النساء سابقًا، في الغالب، ربات بيوت بلا استقلالية مالية، وكان الذهب المورد المادي الوحيد الذي يمتلكنه، ليس للزينة فقط، بل للجوء إليه في الأزمات، أو عند الانفصال، أو لدعم أزواجهن في حال الحاجة إلى المال”.

المصدر

:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *