• الأثنين. يوليو 21st, 2025

معاهدات أسقطت نابليون بونابرت وتسببت بانهيار إمبراطوريته

يوليو 21, 2025 #نابليون

بعد تتويجه إمبراطورًا لفرنسا عام 1804، حقق نابليون بونابرت سلسلة من الانتصارات العسكرية البارزة في أوروبا. ونتيجة لذلك، اضطرت العديد من الدول الأوروبية إلى إبرام اتفاقيات سلام معه والالتحاق بالحصار القاري ضد بريطانيا.اعتقد نابليون أن هذه الاتفاقيات ستؤدي إلى عزل بريطانيا اقتصاديًا واستنزافها لإرغامها على قبول مطالبه. لكن توقعاته اصطدمت بواقع مغاير، إذ تخلى عنه حلفاؤه، الذين أبرم معهم معاهدات السلام، وانقلبوا ضده، مما تسبب في سقوطه وتفكك إمبراطوريته.

ألزم نابليون روسيا والسويد بتوقيع معاهدات بعد إبرام معاهدة تيلسيت في 7 يوليو 1807، انتهت الحرب بين الفرنسيين والروس. خلال لقاء نابليون مع القيصر ألكسندر الأول في ذلك اليوم، أبدى الأخير استياءه من السياسات البريطانية في المنطقة. ووفقًا لبنود الاتفاقية الفرنسية-الروسية، وافقت روسيا على الانضمام إلى الحصار القاري ووقف تجارتها مع بريطانيا. وبحلول سبتمبر من العام ذاته، اندلعت الحرب الروسية-البريطانية التي استمرت قرابة خمس سنوات، وشهدت مناوشات بحرية محدودة بين الطرفين في بحر البلطيق وبحر بارنتس.

من جهة ثانية، أبرم بونابرت يوم 6 يناير 1810 معاهدة باريس مع السويديين. وبموجب هده المعاهدة، أجبرت السويد على الالتحاق بالحصار القاري المفروض على بريطانيا. لكن رغم ذلك، واصلت العمليات التجارية مع بريطانيا بشكل متقطع ومحدود حيث احتاج السويديون للسلع البريطانية بسبب تصنيف بريطانيا كأهم حليف تجاري للسويد منذ عقود.

ومع سماعه بخبر تواصل العمليات التجارية بين البلدين، أجبر بونابرت السويد خلال نوفمبر 1810 على إعلان الحرب على بريطانيا ومصادرة جميع السفن البريطانية بموانئها. ولم تشهد هذه الحرب إراقة أي دماء حيث لم تتواجه السويد وبريطانيا بأية معركة طيلة هذه الحرب التي استمرت لأقل من سنتين.

تفكك سريع لكن تلك الاتفاقيات شهدت انهيارًا متسارعًا بعد اندلاع الثورة الإسبانية وتدخل الفرنسيين في إسبانيا، حيث اضطر نابليون حينها إلى نقل عدد كبير من قواته المتمركزة بالقرب من النمسا وبروسيا وروسيا لإخماد تلك الثورة.في الوقت ذاته، استثمرت هذه الدول الوضع للمطالبة بانسحاب القوات الفرنسية والتراجع، بالتزامن مع خرق الحصار القاري من خلال إعادة التجارة مع بريطانيا.وبعد بدء الغزو الفرنسي لروسيا في يونيو 1812، اتجهت كل من روسيا والسويد إلى إنهاء حالة العداء مع بريطانيا. كما وقّعت روسيا والسويد اتفاقيات سلام مع بريطانيا في مدينة أوريبرو السويدية في 18 يوليو 1812. وبموجب هذه الاتفاقيات، وافق الجميع على استعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

إضافة إلى ذلك، تعهّد الأطراف الموقّعة بإيقاف الأعمال القتالية بينهم وتشكيل تحالف يهدف إلى وضع حد للحملات التوسعية لنابليون.وساهمت اتفاقيات السلام المبرمة في أوريبرو بدور بارز في إطلاق حرب التحالف السادس عام 1813. فخلال هذه الحرب، جمعت هذه الدول قواتها مع دول أخرى مثل بروسيا والنمسا، ونجحت في تنفيذ حملة عسكرية ضد فرنسا أدت إلى تنازل نابليون عن العرش.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *