برزت سمكة “الشيطان” السوداء على سطح مياه شاطئ جزائري، مما أثار دهشة الأهالي، الذين سارعوا بإعادتها إلى البحر في مبادرة تبرز اهتمامهم بحماية الكائنات البحرية والمحافظة على التوازن البيئي.

أظهر مقطع فيديو من شاطئ الرايس حميدو في العاصمة الجزائرية كيف ظهرت السمكة ذات المظهر الغريب على السطح، فقام أحد الشباب بإعادتها إلى البحر رغم ثقل وزنها، مستخدماً منشفة لتجنب أي أذى محتمل. وعندما تعذر تحريكها بسهولة، دفعها من الأمام حتى استقرت في المياه.
أشاد مواطنون كانوا يراقبون المشهد بالشاب لجرأته، خاصة أن المهمة تطلبت جهداً كبيراً.
كما لاقى الفيديو تفاعلاً إيجابياً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى المتابعون إعجابهم بمبادرة الشاب التي عكست حساً بالمسؤولية ووعياً بيئياً.
تلوث البحر
أوضح الخبير البيئي ومستكشف الحياة البرية في الجزائر مراد علوان أن هذه السمكة، التي تشبه الخفاش العملاق، “تنتمي إلى فصيلة الشفنينيات، وتم تصنيفها عام 2004 ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة كنوع ضعيف، ثم أُدرجت عام 2006 كمهددة بالانقراض بسبب ضعف قدرتها على التكاثر”.
وأضاف أن اقتراب هذه السمكة من الشاطئ، كما الحال مع بعض الحيتان، “يعود إلى التلوث البحري وارتفاع درجات حرارة المحيطات، مما تسبب في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك التي تتغذى عليها، إلى جانب الصيد الجائر وغير القانوني”.
واختتم بالتأكيد على ضرورة إيجاد حلول فعالة للحد من التأثيرات السلبية على الثروة البحرية، من خلال توعية المجتمعات المحلية بمخاطر الصيد التقليدي الذي يهدد الأنواع البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، خاصة مع تعرض البحر الأبيض المتوسط لخطر الاختناق البيئي.