• السبت. نوفمبر 23rd, 2024

هل تعمدت السينما المصرية الإطاحة بلقب “البيه”؟

مايو 21, 2024 #مصر
1
3

تمكنت السينما المصرية من الإطاحة كلياً بلقب “البيه” الذي زرعته السلطة العثمانية في مخيلة الشعب والمجتمع أثناء فترة زعامتها للعالم العربي، وبذلك أكمل الفن بعد قرن من الزمن مهمة السياسة ولكن على مراحل عدة، إذ جاء إنهاء تداول لقب “بيه” رسمياً كنتيجة مباشرة للثورة المصرية العسكرية عام 1952 التي أنهت الملكية وأدت إلى نفي الملك فاروق إلى إيطاليا.

هل تعمدت السينما المصرية الإطاحة بلقب "البيه"؟

نهاية اللقب

وحققت السينما المصرية ذلك من خلال عشرات الأفلام لجهابذة الفن المصري الذين أسس بعضهم لحقبة السخرية من اللقب والوصول به إلى النهاية أدبياً و اجتماعياً بعدما انتهى من الواقع رسمياً وسياسياً.

كان مقدراً للقب “البيه” الشهير في السينما المصرية أن يمر بمراحل فنية ساخرة وهزلية عدة عقب انتهاء العمل به سياسياً، ليطاح به من عليائه فيصل إلى الحضيض، وحدث ذلك فنياً وعلى مراحل متدرجة بعد أن انتهى تداوله من قبل السلطة الحاكمة وقتها وفي زمن السلطنة العثمانية.

و”البيه” في عشرينيات القرن الماضي وما قبلها كان لقباً حصرياً بيد السلطة التي منحته لزعيم سياسي أو حاكم إداري مرموق أو لقائد عسكري فذ ترتجف لسماع اسمه القلوب، ولكن اللقب الثمين تحول بفضل الفن في وقتنا الراهن إلى رديف للمسخرة والتهكم والاستهزاء من غالبية رموز وشعارات تلك الحقب بكل عباراتها الرنانة.

مرحلة التسعينيات

البواب في تسعينيات القرن الماضي هو “بيه”، ولكن وفق منظور سينما أحمد زكي وفؤاد المهندس وعبر فيلم “البيه البواب” تحديداً، وقبل ذلك وثق فريد شوقي لمرحلة تمسك المجتمع باللقب ولو صورياً، أما مع مطلع الألفية الثانية فشاع استخدام اللقب حتى ناله كثيرون وفي أدوار متنوعة، وظل الحال كذلك حتى وصوله إلى الفتى المدلل محمد إمام عام 2009 من خلال فيلم اجتماعي كوميدي ساخر هو  فيلمر “البيه رومنسي”.

ويؤشر استمرار تداول لقب “البيه” في السينما المصرية منذ عقود وحتى يومنا هذا إلى شدة تأثر الشعب والحضارة المصرية المعاصرة بالثقافة التركية التي انتشرت من خلال الحكم العثماني لمصر وأفريقيا قبل قرون من الزمن، ومع أن استخدام اللقب رسمياً توقف نهائياً إلا أن التداول الفني والسينمائي لهذا اللقب امتد طويلاً ليعكس لنا بعض أوجه التأثير العميق لتلك الثقافة وغيرها على بعض المجتمعات، ويمكن القول إن استخدام اللقب فنياً يوضح لمتابعي السينما المصرية تحديداً مراحل التحول الاجتماعي خلال الـ 70 عاماً الأخيرة.

تحول اجتماعي

وكان لا بد للسينما المصرية من مواكبة التحول الاجتماعي الذي صاحب الانتقال من النظام الملكي إلى الجمهوري عام 1952، وخلال هذه التحولات ضاع اللقب التشريفي “البيه” وتلاشى من الوجود تماماً، ولذلك ظهرت بعد تلك الفترة موجة سينمائية امتدت حتى الآن، وثق من خلالها الفن لأثر تلك التحولات في هذا اللقب السياسي العريق سلباً وإيجاباً.

المصدر: وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *