مع اقتراب عيد الأضحى، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل «سناب شات» تؤدي دوراً متزايد الأهمية في طريقة تواصل الأفراد وتسوقهم واحتفالهم خلال المناسبات الثقافية الكبرى. وعلى الرغم من أن رمضان يُعتبر تقليدياً ذروة النشاط الرقمي في المنطقة، فإن عيد الأضحى يبرز الآن كموسم قوي آخر لتقديم المحتوى، وتفاعل العلامات التجارية، والتجارة الاجتماعية.
يذكر عبد الله الحمادي، المدير العام لشركة «سناب شات» في السعودية، أن «شهر رمضان يمثل لحظة تجارية رئيسية للعلامات التجارية، مع ارتفاع النشاط الاستهلاكي والتفاعل الرقمي في جميع أنحاء المنطقة».
وأكد خلال حوار خاص مع «الشرق الأوسط» أن هذا الزخم يمتد إلى عيد الأضحى، حيث تدفع الهدايا والتجمعات العائلية والاحتفالات إلى زيادة نشاط المستخدمين.
خلال رمضان الماضي، سجلت «سناب شات» أكثر من 10 مليارات مشاهدة يومية للقصص في السعودية. وبينما يرتبط هذا النشاط عادةً بالشهر الكريم، يوضح الحمادي أن السلوكيات المرتبطة به لم تعد موسمية. وأضاف أن مستخدمي «سناب شات» في السعودية، خاصة من «جيل زد»، أصبحوا يعتمدون أسلوباً مستمراً لاستخدام المنصة لاكتشاف المنتجات، والمشاركة، والتسوق على مدار العام.
تواصل ثقافي متكامل
يأتي عيد الأضحى غالباً بعد عيد الفطر ويوم التأسيس السعودي، مما يطيل فترة التفاعل الرقمي. يشير الحمادي إلى أن الانتقال بين هذه المواسم يتم بسهولة على «سناب شات». ويوضح أنه مع انغماس المستخدمين في أجواء الاحتفال، «يصبحون أكثر استعداداً لاكتشاف المنتجات ومشاركة ما يعثرون عليه. العلامات التجارية التي تفاعلت مبكراً بقيت في الأذهان مع بداية رمضان».
ويؤكد الحمادي أن عيد الأضحى هذا العام يحمل توقعات أعلى من أي وقت مضى. فالمستخدمون لم يعودوا يكتفون باستهلاك المحتوى بشكل سلبي، بل يشاركون ويتفاعلون ويتسوقون في اللحظة. وقد أثبتت أدوات «سناب شات»، خاصة عدسات الواقع المعزز والحملات التي يدعمها المبدعون، فعاليتها في تحفيز هذا التفاعل.
تأثير السرد التفاعلي
تحقق العلامات التجارية التي تستغل أساليب السرد التفاعلي خلال العيد تفاعلاً أكثر عمقاً. وتظهر البيانات أن الحملات التي تجمع بين الواقع المعزز، ومحتوى صانعي المحتوى، والتنسيقات الأصلية مثل القصص و«سبوت لايت» (Spotlight) تحقق نتائج متميزة.
على سبيل المثال، وصل سوق رمضان للواقع المعزز على «سناب شات» إلى 16 مليون متسوق العام الماضي. وعلى الرغم من أن هذه الحملة بدأت كجزء من رمضان، فإن النموذج الذي قدمته، والقائم على التجربة الافتراضية التفاعلية وسرد القصص المدعوم من المبدعين، أصبح أكثر ارتباطاً بعيد الأضحى أيضاً. ويضيف الحمادي أن المستخدمين قضوا وقتاً أطول في التفاعل مع العدسات، مما أدى إلى تأثير شامل على الوعي بالعلامة التجارية، وانطباعاتها، ونية الشراء. وحتى عندما لم يكن العائد الإعلاني الهدف الرئيسي، حققت الحملة عوائد استثمارية مضاعفة، بحسب قوله.