يُعد متصفح «كوميت» (Comet) القادم من «بيربلكستي» (Perplexity) طفرة مبتكرة في عالم تصفح الإنترنت، حيث يدمج الذكاء الاصطناعي بطريقة جذرية في المتصفح، ليحول التجربة الرقمية من مجرد تصفح إلى تفاعل معرفي متقدم.يستهدف المتصفح الجديد المستخدمين الباحثين عن مستويات استثنائية من الكفاءة والذكاء في التعامل مع المحتوى الرقمي.

وبدلاً من الحاجة المتواصلة للتنقل بين علامات التبويب المتعددة ومحركات البحث والتطبيقات المتنوعة، يوفر المتصفح واجهة موحدة وسلسة تتيح للمستخدمين طرح الأسئلة، تلخيص المحتوى الطويل، وإنجاز المهام المعقدة متعددة الخطوات، دون الحاجة إلى مغادرة الصفحة التي يتصفحونها.ويتميز المتصفح بكونه الأول الذي يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي التفاعلي، متخطياً بذلك مفهوم المتصفح التقليدي، ليعمل كوكيل ذكي متكامل.
هذه الإمكانية الفريدة تمكنه من تنفيذ مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام التي تتجاوز عرض صفحات الإنترنت، حيث يتيح التكامل العميق بين وظائف المتصفح ومساعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية للغاية، قادرة على فهم السياق وتقديم المساعدة الفورية، مما يمهد الطريق لتجربة تصفح أكثر سهولة وإنتاجية.
مهام «كوميت» المتعددة: من التلخيص إلى الشراء
وتتمحور قوة المتصفح حول مساعده الذكي المدمج الذي يبقى بمتناول اليد في جميع الأوقات. ويمكن للمستخدمين طرح الأسئلة مباشرة حول المحتوى الذي يقرأونه في أي صفحة، ومقارنة المعلومات من مصادر متعددة دون عناء، وأتمتة مهام معقدة تتطلب عادة التنقل بين تطبيقات مختلفة.
ويقدم المتصفح مزايا ثورية للتصفح، تشمل:
– تلخيص عروض «يوتيوب» والمقالات الطويلة، وإنشاء جداول مقارنة مفصلة للمنتجات المرغوبة، أو البحث عن منتج ما عبر المتاجر الإلكترونية، وطلبه نيابة عن المستخدم.
– القدرة على العمل بوصفه خبيراً في تحسين مشاهدة محركات البحث لمحتوى الصفحات «Search Engine Optimization» -أو (SEO)- من خلال تحليل الأوصاف التعريفية (Meta Tags)، والكلمات الرئيسة، ونقاط القوة والضعف للصفحات، ما يوفر رؤى قيمة في الوقت الفعلي.
– تحليل ذكي للخرائط؛ حيث يمكن طلب اختيار أفضل طريق للوصول إلى متجر أو مكان ما وفقاً لموقع المستخدم، أو من موقع ما في أي بلد يرغب فيه، ليحلل المتصفح الطرق المختلفة، ويقترح الأفضل من بينها.
– تنفيذ الإجراءات المعقدة؛ حيث يمكن للمستخدمين أن يطلبوا منه حجز اجتماع مباشرة من صفحة إنترنت، أو صياغة وإرسال بريد إلكتروني بناء على محتوى معين، أو حتى شراء منتج نسوه في أثناء تصفحهم سابقاً. هذه القدرة على تحويل البحث إلى فعل هي السمة المميزة للمتصفح، ما يجعل الإنترنت امتداداً طبيعياً للعقل البشري؛ حيث تتحول الأفكار إلى مهام منجزة بسلاسة.
الارتقاء بتجربة التصفح
ويتميز المتصفح بقدرات متقدمة في كثير من المجالات التي تشمل:
– إدارة علامات التبويب (Tabs) وتنظيمها: بدلاً من الغرق في عشرات علامات التبويب المفتوحة؛ حيث يمكن للمتصفح تجميع علامات التبويب ذات الصلة تلقائياً، وحفظها عبر جلسات التصفح المتعددة. وهذه الميزة مفيدة بشكل خاص للباحثين، أو المتسوقين الذين يفتحون كثيراً من الصفحات في وقت واحد، ما يحررهم للتركيز على المهام الأساسية.
– الوصول إلى المعلومات من علامات التبويب غير النشطة: تسهل هذه القدرة مقارنة المنتجات، أو العثور على مرجع سريع دون الحاجة إلى التبديل بين التبويبات يدوياً.
وتتجاوز وظيفة المتصفح مجرد البحث التقليدي؛ حيث يدمج محرك بحث «بيربلكستي» الخاص به على أنه خيار افتراضي، وهو لا يقدم فقط إجابات سريعة ودقيقة؛ بل يدعمها أيضاً بمصادر موثوقة، ومقتبسة بشكل مباشر. هذه المنهجية تختلف جذرياً عن محركات البحث التقليدية التي غالباً ما تقدم قائمة طويلة من الروابط، ذلك أنه يقدم إجابات مباشرة، ومفصلة مع القدرة الفورية على استكشاف المصادر الأصلية. وتخفض هذه الميزة بشكل كبير من الوقت المستغرق في البحث، وتزيد من فعالية الحصول على المعلومات الموثوقة. هذا، ويمكن التفاعل مع المتصفح نصياً بكتابة رغبة المستخدم، أو من خلال الإملاء الصوتي لتسهيل العملية، وخصوصاً في أثناء القيادة، أو الانشغال بأمر ما.