• الثلاثاء. يوليو 1st, 2025

أشرس كلاب في العالم

غالباً ما يُطلق على الكلاب لقب “أفضل صديق للإنسان”، لكن هذا الوصف لا ينطبق على جميع السلالات. هناك أنواع اكتسبت سمعة بأنها أشرس كلاب في العالم، نتيجة تاريخ طويل من التربية لأغراض الصيد أو الحراسة أو حتى القتال. وتلعب العوامل الوراثية، إلى جانب أساليب التربية والتدريب، دوراً أساسياً في تشكيل سلوك الكلب، مما يجعل بعض السلالات أكثر ميلاً للسلوك العدواني من غيرها.

كلب شرس
صورة | flickr.com

بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، تتسبب عضات الكلاب في عشرات الملايين من الإصابات سنوياً حول العالم. في الولايات المتحدة وحدها، يُبلغ عن أكثر من 4.5 مليون حالة عضة كلب سنوياً، ويشكل الأطفال الفئة الأكثر عرضة لهذه الحوادث. هذه الأرقام تشير إلى أهمية فهم سلوك الكلاب، خاصة أشرس الكلاب في العالم، وضرورة التعامل معها بحذر ومسؤولية.

أشرس كلاب في العالم : قائمة السلالات الخطرة

توجد عدة سلالات تصنف ضمن أشرس كلاب في العالم، وغالباً ما ترتبط هذه السلالات بعدد الهجمات المسجلة وقوة العضة وحجم الضرر الناتج. من أبرز هذه السلالات:

بول تيرير

يشتهر البول تيرير برأسه الكبير وفكه القوي وجسمه العضلي، وقد اكتسب سمعة سيئة بسبب سوء المعاملة والتدريب على الهجوم. رغم أن هذه الكلاب ليست خطرة بطبيعتها على البشر، إلا أن لديها رغبة قوية في الصيد، وإذا لم تُدرّب بشكل صحيح، قد تصبح عدوانية تجاه الحيوانات الأخرى. يصل وزن البول تيرير إلى 30 كيلوغراماً، ويتميز بالعناد والسرعة، لكنه قد يكون حيواناً أليفاً مثالياً إذا تلقى الرعاية المناسبة.

بيتبول

تتصدر كلاب البيتبول قوائم أشرس الكلاب في العالم، إذ تشير الإحصائيات الأمريكية إلى أنها مسؤولة عن 284 حالة وفاة خلال 13 عاماً، أي ما يقرب من ثلثي جميع هجمات الكلاب القاتلة في الولايات المتحدة. ورغم أن البيتبول يشكل فقط 6% من إجمالي الكلاب في أمريكا، إلا أن قوته البدنية وفكيه القويين (بضغط يصل إلى 235 رطلاً لكل بوصة مربعة) تجعله خطيراً في حال سوء التعامل أو التدريب العدواني. ومع ذلك، يؤكد الكثير من المربين أن البيتبول يمكن أن يكون محباً وودوداً إذا نشأ في بيئة آمنة.

روتويللر

كلاب الروتويللر الألمانية الأصل معروفة بقوتها وعضتها الهائلة، وقد صنفتها مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) كثاني أخطر سلالة، حيث سجلت 29 حالة وفاة بشرية خلال عقدين. تشتهر الروتويللر بولائها الشديد لأصحابها، لكنها قد تهاجم الغرباء أو الكلاب الأخرى إذا شعرت بالتهديد. ولهذا السبب، تفرض بعض الدول الأوروبية مثل أيرلندا والبرتغال وبولندا قيوداً صارمة على امتلاك هذه السلالة.

هل الشراسة مرتبطة بالسلالة فقط؟

رغم تصنيف بعض السلالات ضمن أشرس كلاب في العالم، إلا أن الخبراء يؤكدون أن السلوك العدواني ليس حكراً على نوع محدد. يمكن لأي كلب، بغض النظر عن سلالته، أن يصبح عدوانياً إذا تعرض لسوء المعاملة أو الإهمال أو لم يتلق التدريب المناسب. كثير من حوادث العض تحدث بسبب عدم فهم البشر للغة جسد الكلاب أو تجاهلهم لتحذيراتها، ما يفسر ارتفاع نسبة الأطفال بين الضحايا.

من المهم أن نذكر أن التربية الجيدة والتدريب الإيجابي يمكن أن تحول حتى أشرس الكلاب في العالم إلى حيوانات أليفة محبة وآمنة. ويظل مفتاح الأمان في الفهم العميق لطبيعة الكلب واحتياجاته، واحترام حدوده، خاصة عند التعامل مع السلالات المعروفة بقوتها.

مسؤولية الإنسان أولاً

أشرس كلاب في العالم ليست بالضرورة خطرة دائماً، بل غالباً ما يكون الإنسان هو العامل الحاسم في تشكيل سلوكها. الإحصائيات تؤكد أن معظم حوادث العض يمكن تجنبها بالتدريب الجيد والتعامل الواعي. وبينما تبقى بعض السلالات بحاجة لخبرة خاصة، فإن فهم طبيعة الكلاب واحترامها يظل الضمان الحقيقي للتعايش الآمن بين الإنسان وهذه الحيوانات المدهشة.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *