• السبت. أبريل 12th, 2025

تخيل.. بحيرة عملاقة وأنهار تملأ الربع الخالي قبل 9000 عام

تخيل أن الربع الخالي، إحدى أكبر الصحاري في العالم، كانت في الماضي البعيد مكسوة بالخضرة والمراعي الخصبة وتتدفق فيها الأنهار. قد يبدو هذا وكأنه حلم، لكنه كان حقيقة قبل آلاف السنين.

الجزيرة العربية
صورة | commons.wikimedia.org

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق دولي أن الربع الخالي، الواقعة في شبه الجزيرة العربية، كانت موطنًا لبحيرة شاسعة وأنهار متدفقة في الماضي.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “نيتشر” يوم الأربعاء، أن هذه الصحراء الشاسعة موجودة منذ حوالي 11 مليون سنة، مما يجعلها واحدة من أبرز الحواجز الجغرافية الحيوية على وجه الأرض.

خضرة ووفرة طبيعية
وأظهرت الدراسة أن الربع الخالي كانت تتحول إلى واحة خضراء بشكل دوري على مدار 8 ملايين عام، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. بل إنها احتضنت في فترة من الفترات بحيرة بلغ عمقها 42 مترًا وامتدت على مساحة 1100 كيلومتر مربع قبل نحو 9000 سنة.

وأكد الفريق الدولي أن الظروف الملائمة في المنطقة ساهمت في ظهور أراضٍ عشبية وبيئات سافانا، مما سهّل هجرة البشر والحيوانات إلى المنطقة، قبل أن تعود موجات الجفاف لتغير المشهد.

وفي هذا السياق، قال عبد الله زكي، الباحث ما بعد الدكتوراه في كلية جاكسون لعلوم الأرض بجامعة تكساس: “تُبرز دراستنا وجود بحيرة قديمة بلغت ذروتها قبل حوالي 8000 سنة، إلى جانب أنهار ووديان شكلتها المياه”.

بحيرات وأنهار وحياة برية
من جانبه، أوضح مايكل بيتراجليا، أستاذ في جامعة جريفيث الأسترالية: “إن تشكّل تضاريس البحيرات والأنهار، إلى جانب الأراضي العشبية وبيئات السافانا، كان سيدفع إلى انتشار مجموعات الصيادين والرعاة عبر ما هو اليوم صحراء قاحلة وجافة”.

وأضاف: “هذا ما تؤكده الأدلة الأثرية الوفيرة في الربع الخالي وعلى امتداد شبكات بحيراتها وأنهارها القديمة”.

وأشار إلى أن المنطقة شهدت قبل 6000 سنة انخفاضًا كبيرًا في هطول الأمطار، مما تسبب في ظروف جافة وقاسية، دفعت السكان إلى الهجرة نحو بيئات أكثر ملاءمة وتغيير أنماط حياتهم.

وأكد الباحثون أن الأدلة الأحفورية من أواخر العصر الميوسيني تُظهر وجود حيوانات معتمدة على المياه، مثل التماسيح والخيول والفيلة وحيوانات ذات أنياب، كانت تعيش في الأنهار والبحيرات التي اختفت تقريبًا من المناظر الطبيعية القاحلة اليوم.

يُذكر أن الربع الخالي هي أكبر صحراء رملية متصلة في العالم، وتشكل جزءًا من الصحراء العربية، رابع أكبر صحراء عالميًا. تمتد عبر الثلث الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وتنقسم بين السعودية واليمن وعمان والإمارات، مع وجود الجزء الأكبر منها داخل الأراضي السعودية. وتبلغ مساحتها 430,000 كيلومتر مربع، وهي تمثل 67.7% من إجمالي التجمعات الرملية في المملكة.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *