كلمات دالّة: تاريخ العراق، بابل ، أشور، أور، أثار، ميزوبوتاميا ، نينوى
نشر في: 09 فبراير ,2023
منذ وصول أول بعثة تنقيب عن أثار العراق في منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، لم تتوقف الاكتشافات الآثارية في العراق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وهذا تأكيد لوصف أحد علماء الأثار الألمان بأن العراق ليس ببلد بل متحف كبير. الحضارات التي تأسست في هذه البقعة من الأرض تركت ورائها أبنية ومدونات وقصور ومعابد عكست الفترات الزمنية التي أنوجدت فيها وبينت مساهماتها في صناعة تاريخ البشرية من القوانين التي أسسها الملك حمورابي إلى زقورة أور التي بينّت طرق عبادات السومريين وطقوسهم الدينية. منظمة اليونسكو ضمت ستة مواقع أثرية إلى لائحة التراث الثقافي العالمي وهي قلعة أربيل والحضر وبوابة أشور وملوية سامراء وآثار بابل وربما ستضم المنظمة مواقع جديدة في المستقبل.
تعتبر اثار بابل (محافظة بابل) من أول المواقع الآثارية التي تم اكتشافها في العصر الحديث وبعدها توالت الاكتشافات في مناطق أخرى من البلد. مدينة النمرود (محافظة نينوى) من المواقع الأثرية المهمة والتي كانت مركزا لحكم الإمبراطورية الآشورية منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد وفيها معبد عشتار وزقورة نمرود ومعبد نابو. أضافة إلى ذلك، تعتبر مدينة أور (محافظة ذي قار) من المدن المهمة في الحضارة السومرية والتي تضمنت الزقورة والمصوغات المعدنية والمدونات التي خلّدت أفكار السومريين ودياناتهم وحياتهم اليومية.
في منطقة الفرات الأوسط، توجد مدينة نفر (نيبور) في محافظة الديوانية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 7000 ق.م والتي كانت العاصمة الدينية للسومريين والبابليين ومدينة الكهنة التي تم الإشارة إليها في ملحمة كلكامش. في هذه المدينة، أكتشف علماء الآثار أقدم معلومات عن الزراعة وأساليب الري والتي تم تدوينها على رقم طينية من تلك الفترة. بالرغم من الحروب وتدهور الوضع الأمني، لم تتوقف البعثات الدولية بالتعاون مع الجهات الحكومية في التنقيب عن مواقع جديدة في البلد وأعمال الصيانة تستمر في عملها، الآن، في أكثر من مكان مثل بابل وأور والوركاء والقصر العباسي والمدرسة المستنصرية والقشلة.
يعتبر المتحف العراقي من أول المتاحف في البلد (تأسس في 1923) والذي يضم بعضا من آثار العراق لكنه والذي لا يتواكب مع التقنيات الحديثة المتبعة في المتاحف العالمية التي تمنع السرقة وتوفر إعدادات خاصة للقطع الآثارية كالزجاج المانع للرصاص والإضاءة المناسبة وغيرها. الكنوز العراقية (الآثار) تحتاج إلى سياسات مؤسساتية تهدف إلى حمايتها من اللصوص ومن أيدي العابثين وإلى سياسات تسويقية واقعية تهدف إلى عرضها في متاحف حديثة وتجلب المزيد من السواح الأجانب الذين قرأوا عن بلاد ما بين النهرين أو الميزوبوتاميا كما ورد في مدونات الحضارة الإغريقية القديمة. إنها كنوز العراق التي تحتاج المزيد والمزيد من الاهتمام الحكومي والشعبي على حد سواء.