تاريخ النشر : 20 يونيو 2023
ومن حق الفقير أن يحلم بالثراء
الحلم حق مشروع..
ومن حق الصحراء أن تحلم بجدول ماء..
السمكة التي تم اصطيادها ليست بقيمة الأسماك
التي ما زالت في البحر.. تنتظر صنارتك
أنا لبنانية جنوبية..
ولكن “كل قلوب الناس جنسيتي”
الفنان ليس حنجرة وصوت.. وإنما موقف ورسالة واتجاه
بيروت/ حوار خاص مع “رؤيا الإخباري”
حاورها: جعفر القاسم
ميرفا قمر.. نجمة لبنانية كانت قد بدأت مسيرتها الفنية عام 2014 باطلاق أغنيتها “مية ضربة” ثم “شنشلا” عام 2015 و”مثلك ما حدا” عام 2017 ثم أطلقت أغنية “يا صباح الفل” العام 2020، وهي تستعد حالياً لإطلاق العديد من الأعمال الفنية معلنة بذلك انطلاقتها الحقيقية، حيث أعلنت على “رؤيا الإخباري” مشروعها الذي يهدف إلى إحياء تراث العمالقة.
طلبنا منها أن تكون ضيفتنا، فكان جوابها عذباً مثل صوتها: “حياكم الله”..
أشعلنا لها الاسئلة، وكانت هذه الإجابات الجميلة والذكية
من أين أنتِ وعائلتك؟
أنا لبنانية جنوبية، وحين يسألني الناس هذا السؤال أتذكر فوراً قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش: “كل قلوب الناس جنسيتي”.
وأين كنت الأكثر سعادة في حياتك؟
كل يوم يسعدني، والتفاصيل الصغيرة تسعدني. ربما هذه الأيام يهتم الناس أكثر في جمع المال وتحقيق الثروات. لا أنكر أهمية المال، لكن الأفراح والسعادة في هذه الحياة لا تعد ولا تُحصى. ربما تسعدني زهرة أو برعم ورد، ربما تسعدني بسمة طفل في وجهي، أو شيخ عجوز يناديني “يا بنتي”، ربما دعوة أمي لي وهي على سجادة صلاتها تسعدني..
للأسف نسينا في حياتنا هذه الأيام هذه التفاصيل الصغيرة التي تسعدنا.
صحيح أن تحقيق الأحلام “الكبيرة” والنجاحات القياسية تسعد الإنسان، ولكن من يريد السعادة عليه أن يصنعها ويبتكرها ولا ينتظرها..
هل أنت متزوجة؟
نعم.. (تضحك) عقدت قراني على الفن العام 2014 وما زلنا حتى اليوم نعيش معاً الأحلام المشتركة وأهمها زرع الفرح في قلوب الناس وحياتهم
أين تقيمين حالياً وكيف تجدين الحياة هناك؟ وكيف تجد أسرتك الحياة في هذا المكان؟
أقيم حالياً في قلوب كل الجمهور الذي يسمعني والذي يطربه صوتي وتسعده كلماتي، أما من حيث إقامة الجغرافيا، فأنا أعيش بين بيروت ودبي لمتابعة مشروعاتي وتسجيل أغنياتي، لكن أسرتي تعيش في بيروت ولا يمكن لهم الانتقال معي إلى دبي مثلاً، لارتباطهم بذكرياتهم وعلاقاتهم وجيرانهم وتفاصيل الحياة اليومية التي اعتادوا عليها، وحين أنهي عملي أو ارتباطاتي في أي عاصمة أو دولة، أعود فوراً الى مسقط رأسي بحنين وشوق..
هو أثمن ما تمتلكينه بالنسبة لك؟
كل إنسان يحسب ثرواته بطريقته، بما يتوافق مع ثقافته ونمط حياته وتطلعاته وأهدافه في الحياة.
محبة الناس واحترامهم هي رصيدي وأهم من حساباتي البنكية، والأفكار والأحلام التي في رأسي هي أهم ثرواتي.
من المشهورات والنجمات، أي وحدة منهن تشعرين بالتقارب الأكبر معها؟
أقرب نجمة أشعر بتقارب معها وتفاهم وتناغم هي النجمة ميرفا قمر.. تفهمني وأفهمها، وتحمل لي الكثير من الحب..
عليك أن تحب نفسك حتى تستطيع محبة البشر، ولا أحد يفهمك أكثر من ذاتك، وأجمل حوار هو الحوار الذي تجريه مع نفسك.. أنا أسميه “مرايا الأعماق”.. تسأل نفسك سؤال وتجيب، وحين تجيب نفسك تقدم إجابات صادقة شفافة.
ما الإنجاز الذي تعتبرينه الأعظم في حياتك؟
كل الإنجازات التي لم تتحقق بعد هي الأعظم والأعز والأحب لي، وبالتأكيد كل ما أنجزته هو لا شيء مقارنة بما أحلم به. يقولون السمكة التي تم اصطيادها ليست بقيمة الأسماك التي ما زالت في البحر تنتظر صنارتك..
الأهداف المقبلة بالتأكيد هي الأعظم، وكلما تحقق هدف عليك أن تحلم بالهدف الذي يليه، وكم يخطيء من يعش حياته من أجل هدف واحد فقط.. عليك أن تحلم والحلم حق مشروع. من حق الفقير أن يحلم بالثراء ومن حق الصحراء أن تحلم بجدول ماء..
هل تشعرين بأنك تحققين التأثير الذي أردتِه في مجتمعنا؟
طبعاً لا، لم أحقق ما أحلم به وما أريده، ولكني أشعر أني سفيرة الفن والإبداع في هذا المجتمع، وأن مهمتي إطلاق أقواس قزح في قلب كل حزين، ورسم بسمة على كل الشفاه، وأن أكون بصوتي وفني حلقة وصل كل مغترب عن وطنه، وكل لاجيء متشرد..
الفنان ليس صوت وحنجرة، الفنان موقف ورسالة وتوجهات، وحينما ينسى الفنان رسالته صار مجرد صوت لا أكثر ولا أقل.
هل توافقين على أنه في العديد من الدول العربية، هناك زيادة في الوعي والاهتمام بقضايا صحة المرأة في السنوات الأخيرة؟
بالتأكيد حققت العديد من الدول العربية الكثير من المنجزات التي لا تقل عن أكثر الدول تطوراً، ونشرت الوعي الصحي وعملت على تعميق الثقافة والممارسات الصحية، وزاد الاهتمام بقضايا المرأة وصحتها ورشاقتها والغذاء الصحي والرياضة، وهذا يؤكد أن المرأة العربية التي هي الأم والأخت والزوجة والصديقة والرفيقة قادرة على الاسهام الفاعل في قضايا التنمية البشرية، وعلينا أن لا ننس أن الاشتقاق اللغوي ينتصر لنا: الأمة كلمة مشتقة من الأم، والأم هي أصل الأشياء.
ما هي ثلاثة إلى خمسة أشياء تتمنين أن تكوني عرفتها قبل أن أصبحت فنانة موسيقية ناجحة؟
لست نادمة على شيء، والمعرفة لا تتأتى إلا بالتجربة. عليك أن تعيش الحياة بدون مخاوف من خوض التجارب، وأن تعمل كل ما هو مطلوب منك لتحقيق أهدافك وهذا ما نسميه “السعي”، وبعد السعي عليك أن تترك الأمر لله تعالى.
بالتأكيد، قبل دخولي الفن، كنت أرقب مسيرة الفنانين وحياتهم، وكيف وصلوا، وكيف حققوا نجوميتهم؟ وكل زمان له نجومه و”أقماره”، واليوم أنا قمر هذا الزمان، بل أتمنى أن أكون..
هل لديك أي نصائح للفتيات والشابات اللاتي يرغبن في أن يصبحن فنانات موسيقيات ناجحات؟
الإنسان بطبعه لا يحب النصيحة والوعظ، لكني أقول لكل فتاةى ترغب أن تكون فنانة أو نجمة أو موسيقية، أن تعمل على اكتشاف ذاتها وقدراتها ومواهبها وشغفها قبل أن تدخل أي ميدان أو مجال، سواء أكان الفن أم الطب. الشغف هو أساس النجاح، والنجومية والشهرة ليست بالضرورة أن تكون من بوابة الفن. الإبداع له ألف باب، والنجومية والشهرة كذلك.
بخصوص أحد مشاريعكِ الحالية، فإننا على علم بأنك ستقومين بإصدار مجموعة من أغاني الزمن الجميل على مسرح “دبي أوبرا” في مارس المقبل 2024.
ما الذي ألهمك في هذا المشروع وإحياء هذه المجموعة المعينة من أغاني الزمن الجميل؟
نعم، كما نشرت “رؤيا” على موقعها مؤخراً، سأقوم بإعادة إحياء وتجديد بعض اغنيات الزمن الجميل، ومنها “آمنت بالله” للفنانة اللبنانية “لور دكاش” التي عاشت فترة من عمرها في القاهرة، وهي من كلمات الشاعر التونسي مصطفى خريف، وألحان اللبناني إلياس نعمة الله شلالا المعروف باسم “فريد غصن”، بينما الأغنية الثانية فهي “طقطوطة” صالح عبدالحي “ليه يا بنفسج” من كلمات الشاعر بيرم التونسي وألحان رياض السنباطي عام 1930، بينما الأغنية الثالثة للفنانة الراحلة فايزة أحمد وهي “يا تمر حنة” من كلمات الشاعر المصري خليل البنداري وألحان محمد الموجي عام 1957، كذلك سأقوم بإعادة توزيع وغناء أغنية “من حبي فيك يا جاري” للفنانة الراحلة حورية حسن ومن كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، أما الخامسة فهي “يا حلو صبّح” للفنان الراحل محمد وهي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي”.
وبالطبع أعلنت رغبتي إقامة حفل غنائي على مسرح “دبي أوبرا” واخترت التوقيت يوم 9 مارس (آذار) وهو يوم ميلادي، وأريد أن يظل هذا اليوم محفوراً في ذاكرتي، حيث اعتبر أن وقوفي على مسرح “دبي أوبرا” محطة مهمة في مسيرتي، وغناء أغنيات الزمن الجميل التي جددتها بتوزيع عصري دون تشويه محطة ثانية تشجعني على استكمال المشروع كما وعدت، وأن أقوم كل سنة بتجديد حزمة من أغنيات الزمن الجميل.
وجواباً على سؤالك: ما الذي ألهمني هذا المشروع؟ أقول لكم أن الحياة التي نعيشها اليوم والتي قتلت فينا رومانسية الزمن الجميل دفعتني إلى إعادة إحياء هذا التراث الفني الثري، كما أن الجيل المعاصر لا يسمع اليوم صالح عبدالحي مثلاً ولا يعرفه غالباً، ومشروعي فيه التفاتة إلى الماضي ولكن بإيقاع وتوزيع عصري يجذب الجيل المعاصر.
ما هي بعض المشاريع الأخرى التي تعملي عليها حالياً؟
ستعرفونها قريباً على موقعكم و”كل شي بوقتو حلو” كما يقولون.
كلمات دالّة: ميرفا قمر, متلك ما حدا ميرفا قمر, الجمعية العامة للأمم المتحدة, اليوم الدولي للضمير, العالم العربي, اخبار ميرفا قمر, الجامعة العربية, بيروت, عمان دبي, آمنت بالله ليه يا بنفسج, يا تمر حنة من حبي فيك يا جاري, يا حلو صبّح, مثلك ما حدا, شنشلا, مية ضربة