• الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

بدأ بـ”حكاية شادية وأختها”.. فوزي صالح يثير ضجة جديدة بـ”بطن الحوت”

ديسمبر 20, 2023 #الفنون

“أحمد فوزي صالح، مخرج جميل عامل مسلسل بطن الحوت بتمكن وحرفية وروقان، تمثيل على درجة عالية من الإتقان، وشخصيات كلها مميزة ومختلفة، مسلسل بطن الحوت مسلسل جذاب من أول لحظة”.. هذا ما وصف به السيناريست الكبير عبدالرحيم كمال المسلسل، معلنا عن رأيه منذ عرض الحلقات الأولى له، بينما أكدت الناقدة ماجدة خير الله “اختيار أماكن تصوير المسلسل تُعد واحدة من أهم مميزات العمل، والمخرج أحمد فوزي صالح كان مُوفقا ورائعا في تحويل المكان إلى بطل”، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى، وفي حوار مع موقع “العربية.نت” أكد المخرج أحمد فوزي صالح أنه فنان، والفن عبارة عن مستويات دلالية للعمل الفني، فهو صور متحركة، وهذه الصور هي التي تعيش وليست القصص، مشيرا إلى أن هذا رأيه ومن حقه طرحه في أعماله.

بداية.. هل كنت تتوقع هذا النجاح الجماهيري لمسلسل “بطن الحوت”؟

بالتأكيد لا .. سأكون كاذباً إذا توقع أحد لأي عمل النجاح قبل عرضه، نحن نقدم عملاً ونفعل كل ما في وسعنا لكي ينال رضا الجمهور، ويكون مختلفاً عن السائد، والحمد لله أن “بطن الحوت” نال هذا الإعجاب وهذا الأمر يسعدني جداً، وسعدت أيضا بالإشادات من العمالقة في المجال الفني، والنجاح الذي حققه بين الجمهور والنقاد.

دائما ما تقدم في أعمالك مواقع تصوير تكون بطلا؟

بالفعل، فالجمهور دائما ما يلاحظ دخول الكاميرا لأماكن لأول مرة من الممكن يكون اعتادها في حياته ولكن ليس على الشاشة، والمسلسل هنا تم تصويره في أكثر من 75 مكانا حقيقيًا، وهذا أمر مرهق للفنانين وفريق العمل، فالمكان بالنسبة لي هو بطل ناطق، فهو من المكونات الأساسية لكل شخصية، كما أحاول مع مزج الحقيقة بالخيال، حيث ظهر ضمن الأحداث أناس حقيقة من الشارع على أنهم جزء من المشهد، مع الديكورات والإكسسوارات الخاصةبالعمل.

حدثنا عن العمل خاصة المرحلة الزمنية؟

أحداث العمل تعود لفترة زمنية منذ 17 عاما وبالتحديد ما بين 2006 و2008، وهي معالجة حديثة لقصة قابيل وهابيل، تنطلق من فرضيات اجتماعية وسياسية في تلك الفترة في مصر، ومنها ماذا لو شخص سلفي ويبدو عليه التدين والورع، صار متحكمًا بإمبراطورية مخدرات، أو تعرض لاختبار كبير، فهل سيغير ذلك من قناعاته، فالمسلسل يرصد قصة شاب ملتزم دينياً، يجد نفسه في مواجهة شبكة معقدة من العلاقات والعداوات، حينما يضطر إلى استلام أعمال شقيقه الأكبر للعبور بعائلته إلى بر الأمان، لكنه سيكتشف أنه أمام امتحان خطير ومضطر لإدارة إمبراطورية غامضة، وتطرح تساؤلات حول الأخلاق والمبادئ في ظل الظروف الصعبة. فهل يتمكن من الحفاظ على مبادئه وأخلاقه عندما تفرض عليه طبيعة العمل أن يحيد عن الصراط المستقيم؟ وكيف سيواجه العائلة والأم والأخ الأكبر بعد المفاجآت التي اكتشفها؟

ما هي رسالتك من هذا المسلسل؟

أنا أقدم فناً وليس رسائل، فمن الممكن أن أكون مخطئاً، ويمكن أن تكون رسالتي وجدانية ليست بطريقة صريحة، والذكاء أن أتناقش مع قناعات الجمهور وأجعلهم يعيدوا التفكير، فهذا حقي في طرح الأعمال، فأنا أقدم فكرة فكما أغلب المسلسلات الدرامية التي حققت نجاحاً هذا العام، كان بها فكرة اجتماعية، وهنا في “بطن الحوت” كنت أريد تقديم سلسلة من التساؤلات هل أن المجرم هو مجرم بالفطرة أم أصبح كذلك نتيجة ظروف اجتماعية جعلت منه مجرمًا؟، ففي هذا العمل، تظهر تناقضات بين الشخصيات، حيث يظهر هلال بشخصية الشرير المطلق، لكننا نكتشف لاحقاً ضعفه وحاجته للانتماء إلى العائلة، ثم ضياء الذي يقدمه محمد فراج هو شخص يتقلب بين الطيب والشرير، وكل حلقة فيها حبكة ومفاجآت غير متوقعة.

وماذا عن الأزمة التي أثيرت حول المسلسل بعد أيام عرضه الأولى؟

عملي كمخرج يتطلب مني اختيار فريق العمل المناسب سواء أمام الكاميرا أو خلفها، ولكن هناك دورا آخر تقوم به شركة الإنتاج، فلقد تفرغت لدوري.

أين أنت من السينما فلم تقدم فيلما روائيا طويلا منذ أن قدمت فيلم “ورد مسموم”؟

نوعية الأفلام التي أفضلها تحتاج وقتا كبيرا جدًا في عملية إنتاجها، سواء في إيجاد التمويل اللازم أو كونها بالأساس تحتاج لوقت كبير في كتابتها والتحضير لها ثم العمل على تنفيذها، وعادة ما تتراوح تلك الفترة ما بين 3 -5 سنوات، وعندما تناقشت مع عدد من المخرجين من الفلبين عندما طرحت عليهم هذه الإشكالية، فأخبروه أن لديهم صناعة كبيرة للتلفزيون والسينما، وما بين الفيلم والذي يليه يقدمون أعمالاً تلفزيونية مختلفة وسريعة، بمنتهى الشغف والمحبة، لأنها تفيدهم في مشروعاتهم السينمائية الأساسية التي تحتاج وقتا طويلا في التنفيذ، وهو ما قمت به ولكن للأسف هناك العديد من المشاريع لم ترَ النور منها “ظلم المصطبة”، وميرامار والحرافيش لنجيب محفوظ، وربما يكون هناك أمل في ظهورها من جديد.

ماذا عن مشاركتك في مهرجان الإسماعيلية الأخير؟

شاركت بفيلم تسجيلي طويل من إخراجي بعنوان “حكاية شادية وأختها” ولقد بدأت فكرة الفيلم عندما كنت طالبا في معهد السينما، منذ أكثر من 17 عاما، حيث كنت أنا وزميلي شادي عبدالله، جيرانا لأبطال الفيلم في نفس العمارة، لكن بدأنا التصوير عام 2017، حتى العام الماضي 2022، ويسلط الفيلم الضوء على حكايات الناس البسيطة التي ليس لديها بطولات خارقة، حياةعادية جدا، بلا يأس وبلا أمل، والذين نراهم ونقابلهم طوال اليوم ونحن في الشارع، فلقد تأثرت في طفولتي بفيلم يوم حلو ويوم مر، وهو واحد من روائع المخرج الكبير خيري بشارة، وشعرت أني أريد عمل فيلم بنفس البساطة، مجرد حكاوٍ يومية، بالإضافة إلى أن الفيلم من خزان طفولتي لأني من منطقة شعبية والتي ربتني سيدة بدون أب، وسمعت في منطقتي العديد من الحكايات والقصص المختلفة، لسيدات يعولن أسرهن ويربين أولادهن بعد أن تخلى الأب عن المسؤولية بأي شكل من الأشكال، وهذا شهدته بنفسي كثيرا في طفولتي.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *