كلمات دالّة: ابن بطوطة, حضرة الاسلام, جعفر المنصور, أبو نؤاس, أبو تمام, البحتري, علي بن الجهم, ابن زريق البغدادي, مهدي الجواهري, محمود حسن إسماعيل , أم كلثوم, فيروز
نشر في: 14 فبراير ,2023
وصفها ابن بطوطة: مدينة السلام وحضرة الاسلام ذات القدر الشريف والفضل المنيف، مثوى الخلفاء، ومقر العلماء، وقد نظم الناس في مدحها، وذكر محاسنها فأطنبوا ووجدوا مكان القول ذا سعة فأطالوا وأطابوا. بعد أن أسسها أبو جعفر المنصور كعاصمة للخلافة العباسية حتى بدأ الشعراء العرب في كتابة قصائد تتغنى بالمدينة المدورة التي امتلكت الكثير من الملامح التي ميزتها عن المدن الأخرى. أبو نؤاس، الشاعر الذي عاش في عهد الخليفة هارون الرشيد تغنى ببغداد:
أَبصَرتُ في بَغدادَ رومِيَّه تَقصُرُ عَنها كُلُّ أُمنِيَّه
وأبو تمام الذي عاصر الخليفة المعتصم قال في مدينة السلام قصيدة مطلعها:
بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني
وقصيدة البحتري التي مطلعها “شغَلَتْ بغدادُ شوقي عن قُرى” تعتبر من القصائد الشهيرة في وصف المدينة ونهر دجلة وطبيعة الناس أيضا. لعل قصة الشاعر علي بن الجهم مع بغداد تستحق الإشادة بالمدينة ودورها في تغيير لغة شاعر من الخشونة إلى شعر عذب ورقيق. ولد بن الجهم في شبهة الجزيرة العربية ولما قدم إلى بغداد بنية مدح الخليفة كان شعره خشنا وأوصافه غير مقبولة لا من الخليفة ولا من حاشيته ولا من شعراء عصره. بعد أن أقام في بغداد لعام واحد تغيرت ألفاظه وكلماته وقال شعرا بمنتهى العذوبة بقصيدة تتناول الرصافة والكرخ (بغداد):
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أهاجن لي الشوق القديم ولم أكن سلوت ولكن ضفن جمراً على جمر
وحين غادرها، قال القاضي أبو محمد عبد الوهاب المالكي:
طيب الهواء ببغداد يشوقني قرباً أليها وأن عاقت مقادير
وكيف أرحل عنها اليوم اذ جمعت طيب الهواءين، ممدود ومقصور
وابن زريق البغدادي، الذي دفعته الظروف إلى مغادرة المدينة، ليعيش في الأندلس فقد كتب قصيدته اليتيمة (قمر في بغداد) التي يصف شوقه ولوعته لزوجته ولمدينته على حد سواء:
استودع الله في بغداد لي قمراً في الكرخ من فلك الازار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني صفو الحياة واني لا أودعه
وصولا للكثير من شعراء القرن العشرين من العراقيين والعرب الذين تغنوا ببغداد ومنهم شاعر العرب الأكبر، محمد مهدي الجواهري، الذي مات خارج وطنه وكتب شوقا للعراق ولبغداد:
خذي نفس الصبا بغداد اني بعثت لك الهوى عرضا وطولا
يذكرني اريج بات يهدي الي لطيمه الريح البليلا
وفي قصيدة أخرى يكتب الجواهري من غربته لنهر دجلة والبساتين على ضفافه في بغداد التي تركها مكرها:
حَيّيتُ سفحَكِ عن بُعْدٍ فحَيِّني يا دجلةَ الخيرِ، يا أُمَّ البساتينِ
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين
بعد قيام النظام الجمهوري في العراق (14 تموز 1958)، كتب الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل قصيدة بغداد يا قلعة الأسود التي غنتها أم كلثوم كتحية للعراقيين ولجمهوريتهم الجديدة:
بغداد يا قلعة الأسود يا كعبة المجد والخلود
يا جبهة الشمس للوجود سمعت في فجرك الوليد
توهج النار في القيود ويبرق النصر من جديد
يعود في ساحة الرشيد بغداد يا قلعة الأسود
وحيّت السيدة فيروز المدينة بغنائها قصيدة الأخوين رحباني (بغداد والشعراء والصور) خلال زيارتها في عام 1976 والتي مازالت تصدح حتى اليوم في المحطات الإذاعية العراقية:
بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسل وجهك القمر
بغداد هل مجد ورائعة ما كان منك إليهما سفر
أيام أنت الفتح ملعبه أنا يحط جناحه المطر