كلمات دالّة: تخصصات الادبي, منهاجي اول ثانوي ادبي, منهاجي توجيهي ادبي, أدب, ادب بوك, من خصائص النص الأدبي, سوريا
الشارقة – يهدف تحدي القراءة العربي الذي تنظمه سنويا الإمارات إلى غرس حب القراءة في نفوس الصغار، وهو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا. ويسعى إلى إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة العربيّ إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملا أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها.
وكما كشف عن قراء هامين من كل الشرائح كشف التحدي أيضا عن مواهب أدبية هامة خاصة لدى فئة الأطفال.
“الكاتبة السورية الواعدة” بهذه الكلمات تعرف الطفلة سيلينا رأفت حامد ابنة الـ11 عاما عن نفسها، بعد أن أصبح في رصيدها 15 قصة نشرت بعضها والآخر قيد الطباعة، إضافة إلى عدد من القصائد الشعرية والخواطر بتشجيع ودعم من أسرتها ومدرسيها، وهي التي حفزها بشكل كبير تحدي القراءة الذي شاركت في عدد من دوراته.
الطفلة سيلينا المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة أشارت في حديث معها إلى أن عشقها للغة العربية والتحدث بها بطلاقة ساعدها على تأليف القصص القصيرة للأطفال، لافتة إلى أن والدتها هي التي اكتشفت موهبتها وكان للقصص التي روتها لها أثر كبير في حبها للغة العربية، ثم تابعت المطالعة والكتابة بمفردها لتكتب قصتها الأولى بعمر الست سنوات.
وتستذكر سيلينا أول قصتين طبعتا لها “الكوكب الأحمر كوكب العلم والمعرفة” و”عالمي السحري”، مؤكدة حرصها على كتابة قصص تناسب أقرانها وتحاكي أحلامهم وتجذبهم للقراءة، عبر عناوين مختلفة يحبها الأطفال على حد تعبيرها، منها “الخير والشر” و”الفتيات الخارقات” و”الأمير والبجعة الصغيرة”.
وتقول سيلينا “أفضل هدية أتمنى دائما الحصول عليها هي مرافقة والدي إلى معارض الكتب لاقتناء القصص والروايات ولأنمي موهبتي بشكل أكبر”، مضيفة “سعادتي كبيرة أيضا عندما كنت ألتقي بعدد من الكتاب خلال هذه المعارض، وأعرفهم بأني أكتب القصة وحلمي أن أصبح معروفة مثلهم ويقدمون لي النصائح والكتب التي يجب أن أقرأها”.
وحصدت سيلينا وهي ابنه محافظة السويداء الكثير من الجوائز، منها جائزة البيئة للمجلس الأعلى للأمومة في الإمارات عن فئة القصة القصيرة، والمركز الأول في مسابقات “تحويل قصة بقلمي” و”قصتي المبتكرة” و”الراوي الصغير” و”القصة الصغيرة”، والمركز الثاني على مستوى الوطن العربي في المؤتمر العلمي الدولي الرقمي الإلكتروني لإبداعات الطفل في جائزة الإبداع الرقمي 2021، ولقب الكاتب المبدع في مسابقة “بصمة خضراء” عن فئة الكتابة، وتم اختيارها مع 21 متميزا وحالما من قبل الجناح الإماراتي خلال معرض إكسبو”2020″.
وعن مشاركتها في تحدي القراءة الذي تقيمه دولة الإمارات العربية المتحدة أوضحت سيلينا أنها شاركت بالموسم الثالث والرابع والخامس والسادس، وحصلت على مراتب متقدمة على مستوى إمارة الشارقة، وتشارك في تقديم برنامج “اقرأ صح” مع مكتب تحدي القراءة العربي في الإمارات، كما تشارك استقبال ولقاء ومحاورة أبطال التحدي في تصفيات الوطن العربي.
وبلغة مفعمة بالطموح والتطلع للمزيد من الإنجازات تؤكد سيلينا أنها تواصل صقل موهبتها عبر القراءة والمشاركة بمختلف المسابقات إلى جانب الاهتمام والتفوق بدراستها، حيث تحلم بأن تصبح طبيبة وكاتبة مشهورة في الوقت نفسه لترفع اسم وطنها سوريا في المحافل الدولية بالعلم والإبداع، قائلة “نحن جيل المستقبل الواعد وعلينا أن نكون يدا بيد لنبني وطننا الغالي، ونحييه بعقولنا النيرة وإنجازاتنا وتميزنا”.
ولحب الوطن مساحة كبيرة في كتابات سيلينا حيث تغنت به قائلة “السين سأبقى معك، والواو وردة الحياة، والراء رحيق الياسمين، والياء يد المحبة والحنان، والتاء تحفظك عين الله وترعاك”.
والدة سيلينا دينا نادر تؤكد أهمية دور الأهل في رعاية مواهب أبنائهم، مبينة أن الأسئلة والاستفسارات الكثيرة التي كانت تطرحها ابنتها وحبها للكتاب وخاصة القصص الملونة منذ أن كانت بعمر السنتين هي المؤشرات الأولى لموهبتها، لافتة إلى أنها كانت تشارك ابنتها في اختيار عناوين كتب مكتبتها الخاصة التي وصل عددها إلى 400 كتاب.
ودعت أهالي الأطفال إلى متابعة أبنائهم وتزويدهم بما هو مفيد من خلال الكتب والمطالعة والابتعاد عن الألعاب الإلكترونية، لدورها السلبي في الحد من مهاراتهم.
وربما أثرت التكنولوجيا بشكل سلبي على الكثير من الأطفال وحجبت عنه مواهبهم ومعرفتها وصقلها واكتساب مهارات فكرية ويدوية مختلفة، وهو ما تؤكده أم سيلينا إذ قالت “حتى الآن سيلينا لا تملك أي هاتف جوال خاص بها، فالكتاب صديقها وتشاهد التلفاز لمتابعة القنوات التعليمية، وتستخدم الإنترنت في دراستها بمتابعتنا وتحت إشرافنا”.