• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

نشر في: 28 مارس 2023 |

كلمات دالة: رمضان, رمضان كريم, طقوس رمضان في العراق, أبو طبيله

تختلف وتتشابه طقوس رمضان في العراق مع بلدان الجوار ومع باقي العالم الإسلامي فبعض الطقوس المرتبطة بهذا الشهر هي عراقية بامتياز وبعضها دخلت للعراق من دول أخرى لكنها صارت جزءاً من المشهد الاجتماعي لرمضان في البلد. يبدأ هذا الشهر بتزيين المساجد والحسينيات بالأضواء الملونة وأمتد الأمر للأسواق والدكاكين والمحلات التي تستقبل الزبائن قبيل بداية هذا الشهر فالعوائل العراقية تتبضع كل احتياجاتها قبل بداية الشهر باستثناء الحلويات الرمضانية والفواكه والخضراوات التي يفضل العراقيون شرائها يوميا.

في القرن التاسع عشر، دخل استعمال مدفع رمضان إيذانا بموعد الفطور إلى العراق أيام العهد العثماني واستمر هذا الطقس حتى بعد وصول المذياع والتلفزيون إلى البلاد وتطور الأمر إلى بث لصورة مدفع عبر التلفزيون الوطني وقت الإفطار خلال فترة الستينيات والسبعينات والثمانينات وربما تغير الأمر الآن بعد تعدد المحطات التلفزيونية والتطور السريع في وسائل الاتصالات والهواتف الذكية التي بدأت تقدم موعد الإفطار بدقة عالية بدون الحاجة إلى هذا المدفع الذي صار من الماضي.

لعبة المحيبس التي يرجع تاريخها إلى طقوس رمضان في العهد العباسي والتي تتضمن سباقا بين فريقين كل فريق يمثل منطقة أو شارع والفريق الفائز هو الذي ينجح في إخفاء الخاتم بين أكف الاعبين لعدة جولات والفريق المنافس الذي يملك قدرة ذهنية على استخراج الخاتم بجهود أقل. تمارس هذه اللعبة في المدن العراقية بعد الفطور وقبيل السحور وتنتهي بتناول الفريقين مع جمهور المشجعين لصواني البقلاوة والحلويات العراقية الأخرى.

المسحرجي (المسحراتي في مصر وبلاد الشام) أو أبو طبيله شخصية فلكلورية مرتبطة بشهر رمضان فهو الشخص الذي كان يجوب الشوارع والحارات في المدن العراقية مذكرا الناس بوقت السحور وهو عمل تطوعي بلا أجر يقوم به أحد سكان المنطقة طمعا في كسب الأجر الديني والثواب ومع هذا يقوم العراقيون في نهاية الشهر بدفع “الإكرامية” للمسحرجي وهي عبارة عن مبلغ مالي قليل تعبيرا عن الشكر والامتنان لمن يقوم بإيقاظهم في ليل رمضان. لم تتأثر مهنة المسحرجي بتطورات التكنلوجيا ومازالت تعود للشوارع العراقية بالرغم من تطور الهواتف الذكية والفضائيات التلفزيونية التي يمكن أن توقظ الصائمين وهذا دليل قوي على تمسك العراقيين بعادات وتقاليد رمضان.

الأسواق العراقية تعكس المشهد الرمضاني فهي تمر بحركة عادية خلال ساعات النهار وربما بطيئة نوعا ما تمضي بإيقاع سريع قبيل الفطور حتى تتوقف في وقت الفطور ولا مشاهد بيع وشراء فيها. ما أن ينتهي وقت الفطور حتى تعود الحركة للأسواق ويعود الزبائن للوقوف أمام محلات الحلوى والأيس كريم وتعود حركة المشاة إلى الشوارع حيث يذهب الذكور للمقاهي أو لممارسة لعبة المحيبس في هذا الشارع أو ذاك. لرمضان في العراق طقوس جميلة مغلفة بالسحر والفرح والبهجة ورمضان كريم لكل العراقيين ولكل مسلمي العالم.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *