• السبت. نوفمبر 23rd, 2024

عيد يوحد العراقيين ويوزع البهجة والأمل على بيوتهم   

فبراير 28, 2023 #العراق

كلمات دالّة: يوم زكريا, ابن النبي زكريا, النبي زكريا ابن, ماذا كان يعمل النبي زكريا, عيد بشارة النبي زكريا, قصة النبي زكريا, عيد النبي زكريا

نشر في: 28 فبراير ,2023

قبل عدة أيام، أحتفل العراقيون بكل قومياتهم وأديانهم وطوائفهم بعيد زكريا أو “يوم زكريا” والذي يصادف اليوم الأول من شهر شعبان في التقويم الهجري من كل عام. قبيل بدء الاحتفال بهذه المناسبة، تبدأ العوائل العراقية في التبضع من الأسواق الكبيرة للحصول على المواد اللازمة لهذه المناسبة من الأطعمة والشموع البيضاء والطبول الصغيرة التي سيستعملها الأطفال في العيد الذي تشترك فيه كل الطوائف والأديان والقوميات.

يوحد هذا العيد جميع العراقيين بمللهم ونحلهم فالمسلمون يسمونه “عيد بشارة النبي زكريا” الذي ذكر اسمهُ في أكثر من سورة وخصوصا الآية التي تتضمن بشارة رب العالمين للنبي بميلاد ابنه يحيى” يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يحيى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا” (7 مريم) ويحتفل به المسيحيون باعتبار زكريا زوج خالة مريم بنت عمران ووالد يحيى. اليهود يحتفلون بهذا اليوم باعتبار زكريا أحد أنبيائهم والصابئة المندائيون يحتفلون بهذا العيد أيضا لأن يحيى خاتم الأنبياء لديهم.    

تاريخياً، كان هذا العيد عيدا صابئياً بامتياز وخلال الدولة العباسية حيث وصل التعايش الديني والاثني إلى أعلى مدى تحولت هذه المناسبة إلى عيد لكل الملل والنحل في البلد ودخلت، عبر الوقت، إلى الموروث الثقافي للبلد لتصبح طقسا يرمز إلى الخصب البشري ومناسبة لتوزيع الطعام على الجيران والغرباء على حد سواء. 

بعض العراقيين يصومون عن الكلام في مساء الأول من شعبان اقتداءً بالقصة التاريخية للنبي ومعظم النساء اللواتي يحتفلن بالمناسبة يقدمن النذور بغرض الإنجاب إيماناً منهن بقصة النبي وزوجته العاقر التي أنجبت منه بقدرة إلهية.  في اللهجة العراقية تسمى الصينية التي يتم توزيعها في هذا العيد بين الجيران والأهل والأصدقاء والفقراء في المنطقة بـ “صينية زكريا” والمرأة التي تتأخر عن الإنجاب تنتظر هذه الصينية وتأكل منها ثم تبدأ صياماً لثلاثة أيام على أمل أن يرزقها الله بطفل كما هو مترسخ في العقل الجمعي العراقي.

حسب الموروث الثقافي العراقي، أطباق الزردة الصفراء من أهم الأطباق التي يتم توزيعها في صواني هذا العيد إضافة إلى الكليجة والدولمة والمكسرات وغيرها من الأكلات العراقية المميزة التي يفخر العراقيون بتوزيعها على الفقراء في المنطقة وعلى عابري السبيل قبل إطعام أنفسهم ويتشاءم العراقيون من غسل صواني العيد في الليلة ذاتها ويؤجلون الأمر إلى اليوم التالي.  

المصادر التاريخية تؤكد أن الاحتفال يبدأ بعد المغرب وينتهي قبيل منصف الليل في مساء الأول من شعبان حين تبدأ الصواني المحملة بالطعام والشموع والحلوى وأغصان شجرة الياس بالخروج إلى بيوت الجيران وباقي بيوت المنطقة وبعدها يخرج الأطفال في الشوارع يضربون على الدفوف الصغيرة مرددين أغنية فلكلورية ورثوها جيل بعد جيل: يا زكريا/ عودي عليا/ كل سنة وكل عام/ أشعل صينية (في إشارة إلى اشعال شموع في صينية)

هذا عيد عراقي بامتياز يوحد المكونات العرقية والدينية والطائفية بلا استثناء ويزرع البهجة في كل بيت عراقي ويفتح باب الأمل للنساء اللواتي تأخرن عن الإنجاب ويحول الشوارع العراقية إلى قوافل متصلة من شموع وطعام وحلوى وفرح ومحبة 

ما هو رأيك في هذا الموضوع ؟ أنه مهم بالنسبة لنا. اترك تعليقًا أدناه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *