قبل عشر سنوات شهد “متحف سوسة” بتونس إجراءات ترميمية وإعادة تأهيل، بغرض تأثيثه لاستيعاب حركة الزوّار الذين يقصدون المدينة (140 كلم جنوبيّ العاصمة)، التي تحتضن معالمَ أثريّة عديدة.
تقاطعت الجهود التقنيّة – حينها – مع المساعي الهادفة إلى استثمار فضاء المتحف، وجعله مكاناً مجهّزاً ومتلائماً مع الفعاليات الثقافية العامّة، ليُعلَن بعدها عن الدورة الأولى (2012) من تظاهرة “ليالي المتحف بسوسة“.
عند العاشرة من مساء الأربعاء المُقبل تُقام الدورة العاشرة من “ليالي المتحف”، والتي تستمرّ حتى الخامس من أيلول/ سبتمبر المُقبل. عشر سنوات تمكّن فيها المنظمون من الاستمرارية، رغم الانقطاعات التي شهدتها برمجات ثقافية، وبالأخصّ العامين الماضيين عندما كان انتشار فيروس كورونا في ذروته.
سيوقّع الافتتاح كلٌّ من الفنّانَين حلمي محفوظ ورمزي سواني، وذلك من خلال عرض “فيديو مابينغ” يحمل عنوان “تاريخ المتحف الأثري”، والذي يعود تأسيسه إلى عام 1951، ويضمّ ثاني أكبر مجموعة فسيفساء في البلاد بعد “المتحف الوطني – باردو”.
تَلي عرضَ الافتتاح أمسية موسيقية بعنوان “سروان”، يقدّمها رياض بن عُمر بمشاركة مجموعة من العازفين، في حين يقدّم الجزء الثاني من الأمسية الفنّان منير الطرودي. أمّا يوم الخميس، فسيكون الجمهور على موعد مع حفلٍ غنائي أوبرالي لحسّان الدوس مصحوباً بالأوركسترا.
على الجهة المُقابِلة، فللموسيقى التراثية التونسية نصيبٌ أيضاً من التظاهرة، حيثُ تغنّي، مساء الجمعة، الفنّانة زهرة الأجنف مجموعة من الأغاني ذات الطابع المحلّي، والتي تحرص على تقديمها بطريقة تمزج فيها العناصر البيئية، إنما بمقاربة حديثة.
كذلك تحضر الموسيقى المغاربية بحمولتها الإيقاعية وأنواعها المختلفة مثل القناوة، فمن المرتقب أن يشارك الثلاثي كريم ومليك زياد (الجزائر) ومهدي ناصولي (المغرب) في عرض موسيقي واحد مساء السبت. أمّا مجموعة “آكرو” (عطيل معاوي وحمزة أبّا) فستقدم، مساء الأحد، مزيجاً من الموسيقى الشرقية بآلات غربية، حيث يتولّى إعادة التوزيع المايسترو أسامة المهيدي.
على أن تُختتم التظاهرة يوم الإثنين، الخامس من أيلول/ سبتمبر، بعرض غنائي عنوانه “حال الدنيا”، من كلمات وألحان عادل الميساوي، ويُشارك فيه غناءً كلٌّ من: محمد صالح، وسلمى جدّة وسيرين المهذبي.