تهتم مؤسسة تراث الموصل بإحياء وصيانة وتوثيق الموروث الثقافي المادي وغير المادي، كما تهتم بتنمية قدرات العاملين في هذا المجال.
ويقع مقر المؤسسة في بيت تراثي بناه الدكتور أسامة الارحيم ويطل على نهر دجلة محاذيا لسور نينوى الأثري، ويتوسط المسافة ما بين قرة سراي وباشطابيا مما جعله أيقونة معمارية يزوره أهل الموصل والوافدين والسياح من جميع أنحاء العالم.
عمد فريق تراث الموصل على تحويله إلى مركز ثقافي ومتحف تراثي مجتمعي يحتوي على مجموعة من المقتنيات التراثية التي تبرعت بها العائلات في نينوى بالإضافة إلى وجود متحف افتراضي تراثي بالشراكة مع شركة قاف لاب.
ويحتوي البيت تراث الموصل كذلك على المركز المجتمعي لمبادرة إحياء روح الموصل بالشراكة مع اليونسكو ومؤسسة تطوع معنا.
وقال رئيس مؤسسة تراث الموصل، أيوب ذنون في حديثه لشبكة “الساعة” إن “المؤسسة حققت مجموعة من الشراكات مع العديد من مراكز حفظ التراث والمؤسسات التراثية حول العالم، مما جعلها مؤسسة رائدة في مجال التراث والثقافة”.
وبين أن “مهام المؤسسة تتمحور حول ثلاث مجالات رئيسية: إنقاذ وتوثيق تراث محافظة نينوى والعراق وموروثها وتوصيله للعالم، فضلاً عن، تنمية وتطوير قدرات المهتمين والعاملين بالشأن الثقافي والتراثي من أجل مدن آمنة ومتعايشة ومجتمعات مستدامة، كما تهتم بالمساهمة في تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية في نينوى وبقية المدن التاريخية”.
وتابع أنها “ترتكز على مجموعة من القيم أهمها المصداقية: إذ تلتزم المؤسسة بنشر المعلومات بمصادرها الأصلية، مع الحفاظ على المقتنيات التراثية والخرائط التاريخية، بالإضافة لعرض البيانات وإتاحتها بشفافية للجميع، كما تعزز المؤسسة مسؤولية التعاون بين المؤسسات الثقافية لعرض التجارب الناجحة”.
وأشار ذنون إلى أن “مؤسسة تتكفل بتحديد وإدراج جميع المساهمين والمهنيين بالعمل وتحتضن كل أنواع التراث، وتدمج بين شريحة واسعة من التخصصات والمفاهيم ضمن عملها، فضلاً عن تعزيز تراث الموصل تنمية وتمكين أصحاب المصلحة المشاركين في الحفاظ على التراث من خلال بناء القدرات والشراكة والتواصل، وجودة المعرفة، والمنتجة، وأهميتها”.
وشدد على “مفهوم التنوع من خلال احترامها للأشكال والأنماط والأفكار المختلفة وتقديرها للتنوع بين الناس والثقافات، بالإضافة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، كما تشجع المؤسسة على تبني الأفكار الملهمة والإبداعية وتخلق بيئة مناسبة لذلك”.
وأوضح أن “فكرة تراث الموصل انطلقت كمنصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنذ ذلك الحين ولحد الآن قد قامت بالعديد من الأنشطة مثل إطلاق منصة على مواقع التواصل الاجتماعي تضم آلاف المتابعين لغرض نشر أعمال توثيق تراث الموصل والمواقع الأثرية عن طريق إنتاج عشرات الفيديوهات وتوثيق ما يقارب 80 مدخلا لبيوت موصلية قديمة”.
وبين أن “المؤسسة تعمل على تنظيم حملات تنظيفية لبعض المواقع التراثية في الموصل وجولات تعريفية عن تاريخ الموصل وتراثها للمدارس والجامعات إلى المواقع التراثية، فضلاً عن إقامة ورشة تدريبية حول الإرشاد السياحي”، فضلاً عن “تدريب أول فريق متخصص في محافظة نينوى لحفظ التراث، كما أسست نادي (عنقاء) الثقافي الذي يعمل على إقامة جلسات حوارية ونشاطات ثقافية”.
ولفت إلى “إطلاق سلسلة تناقش فيها موضوعات متنوعة باللغة الإنكليزية”، مؤكداً أن “هذه النشاطات تساهم في حفظ التراث والترويج له فضلا عن تنمية قدرات العاملين في هذا المجال”.